كتب هاني فؤاد الفراش
ستصبح المرأة السعودية ناخبة ومرشحة للمرة الأولى في تاريخها قبل نهاية 2015.
وسجلت جمال السعدي وصافيناز أبو الشمات اسميهما في مراكز الاقتراع كأول ناخبتين في البلاد يتسجلن للمشاركة في الانتخابات البلدية في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وأعلنت 21 امرأة رغبتهن في الترشح، وتدربن على فنون إقناع الناخبين في ورشة عمل بالرياض تناولت فن إدارة الحملات، وتدبير ميزانيتها.
من بينهن، هيفاء الحبابي (36 عاما)، التي تعرفت على الحضارة الغربية في لندن.
ولا تريد الحبابي، أستاذة العمارة في جامعة الملك سلطان الأهلية، في حال فوزها، سوى "التغيير" حسبما صرحت لموقع قناة "الحرة".
وهدفها هو أن "تفتح الطريق للجيل الحالي.. جيل الشباب الذي يريد ان يسمع صوته". فهي تريد أن "تقنعهم بأن الطريق الصعب سهل، وأن الهدف يمكن بلوغه"، وفق ما قالته.
واعتبرت الحبابي تجربة ترشح النساء "نقلة نوعية" وتجربة جديدة للرجل والمرأة معا، تجعل المواطن يشعر بأنه شريك في اتخاذ القرار وفي تحمل المسؤولية العامة.
حملات انتخابية
قالت الحبابي إنها "تشعر بالحماس وبقوة التجربة، فالشعارات الانتخابية تنتشر في كل مكان: في الأسواق والمحال التجارية والجامعات، وهو ما يساهم في نشر الوعي".
وأضافت "من أهم ما يميز هذه التجربة أن الناخب سيختار المرشح على أساس جدوله الانتخابي وليس شكله أو جنسه، فصور المرشحين ممنوعة، حتى لا يؤخذ في الاعتبار التوجه الديني أو السياسي".
وأكدت أن بعض الناخبين أعلنوا رغبتهم في ترشيح امرأة لأن المرشحين الرجال "لم يقدموا شيئا" في الدورات السابقة.
نقل التجربة
تريد الحبابي أن يستفيد أبناء شعبها في حي العليا بالعاصمة الرياض من تجربتها المعمارية، وترغب في أن تحارب الإرهاب بأن تعيد المسجد إلى قيمته الحقيقة.
قالت إنها "تريد إدماج المجتمع بأطيافه كافة في منطقة المسجد التي يجب أن تصبح مكانا للنشاطات والاحتفالات والمحال التجارية".
وأضافت أن الهدف الثاني الذي ستسعى لتحقيقه هو "إعادة التنسيق الحضاري للمدينة وشوارعها والمساعدة على ايجاد طرق مبتكرة لمشكلة صف السيارات".
الرحلة الطويلة
مرشحة أخرى هي فايزة أبو خالد رأت أن الهدف لم يكتمل بعد. وأضافت "الهدف ليس دخولنا المجالس".
وكان العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قد قرر عام 2011 السماح بمشاركة المرأة في انتخابات 2015، لكن الانتظار لثلاث سنوات أخرى أثار حينها غضب ناشطين.
وأصدر الملك الراحل مرسوما ملكيا بأن تكون المرأة عضوا يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل 20 في المئة من المقاعد كحد أدنى. ويضم المجلس الحالي في عضويته (30) امرأة من أصل 150 عضوا.
قيود
والمرأة السعودية ملزمة بالحصول على تصريح من ولي أمرها (الأب أو الزوج) كي تتمكن من العمل أو السفر أو الدراسة أو الزواج أو حتى الحصول على الرعاية الصحية وفي البيع والشراء.
ومع استمرار الشكاوى من القيود المفروضة على تنقل المرأة، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة في 2008 تعميما على الفنادق يقر بالسماح للمرأة بالسكن دون محرم في فنادق المملكة شرط حملها بطاقة هوية.
وأعلنت سلطات الجوازات في حزيران/يونيو من العام الجاري أنها خففت من القيود على سفر المرأة من دون مرافق في حال تعسف ولي الأمر، محولة الأمر إلى قاضي الأمور المستعجلة للبت في أمر سفرها.
وزادت مشاركة المرأة في سوق العمل السعودي بنسبة 48 في المئة منذ عام 2010، حسب قطاع الإحصاءات الرسمي، لكن الفجوة بين الجنسين لا تزال كبيرة، فالمملكة تقع في الترتيب 130 من بين 134 دولة في مؤشر الفجوة حسب تقرير عام 2014.
كيف تذهب لمكتبها؟
وعلقت كارين ميدلتون من منظمة العفو الدولية على مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية بالقول إن الخطوة "لا تزال نقطة في بحر".
وقالت "لا تنس أن المرأة لا تستطيع قيادة سيارتها إلى مراكز الاقتراع".
المصدر موقع قناة الحرة