محمد أحمد عدّة، أول صحافي عربي يدخل الأراضي السورية مقترباً من أقرب نقطة من داعش، في مغامرة كان يبحث فيها عن الطريق الذي يسلكه الجهاديون المغاربة نحو الموت.

رصد عدّة، وهو صحافي مغربي، مشاهد خطيرة خلال مغامرته التي نشرها في ثلاث تحقيقات على صفحات جريدة أخبار اليوم المغربية في أواخر عام 2014. مر بخمس جبهات للقتال كانت تجمع النظام السوري والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، حتى لم يعد بينه وبين قوى الموت سوى جدار. هي تجربة حكاها عدّة لفريق عمل برنامج فردوس الضلال في قناة الحرة

يشرح عدّة في المقطع التالي الطريق التي سلكها للوصول الى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش

كل ما تحتاجه للوصول إلى "أرض الجهاد" هو ثمن تذكرة إلى اسطنبول

يقول عدّة أنه يحاول أن يفك لغز سؤالٍ يشغل بال كثيرين: كيف نجح داعش في استقطاب هذا العدد الكبير من المغاربة؟

اليوم يوجد في سوريا على الأقل ألف وخمسمائة مقاتل مغربي، وفق إحصائيات السلطات التركية التي تعتبر أحد أهم المعابر نحو أراضي القتال. فإذا ما أضيف إليهم نحو ألف مغربي آخرين يحملون جنسيات أوروبية، تصبح المسألة في حدود الظاهرة الخطيرة. ووفقا للصحافي عدّة، الذي قضى مع فريقه الصحافي أكثر من عامين في دراسة حركة الجهاديين المغاربة، فإن هناك جغرافية مخصوصة لحركية الجهاديين المغاربية إذ ينتمي 62 بالمائة منهم إلى شمال المغرب، وتحديداً من طنجة وتطوان. ويربط عدّة بين ذلك وبين حقيقة أن شمال المغرب كان في فترة سابقة حاضنة لعدد من شيوخ السلفية الكبار المعروفين، منهم الشيخ الحدوشي من مدينة تطوان و الشيخ الفيزازي الذي كان يقيم خطبه كل جمعة في مدينة طنجة أيام تطرفه.

يربط عدّة هذا الأمر بعدة عوامل ساعدت برأيه على تزايد عدد الجهاديين المغاربة، منها إدانة النظام المغربي رسمياً لجرائم النظام السوري، واحتضان المغرب لمؤتمر أصدقاء سوريا والتي كانت من العلامات التي فهمها البعض في سياق مغلوط على أنها تشجيع على الذهاب للجهاد وهي لم تكن كذلك. وكانت سهولة الانتقال إلى سوريا، ووجود الصراع العربي الاسرائيلي في المنطقة كان عوامل مساعدة أخرى، إذ يعتقد هؤلاء الجهاديون بأن ما يقومون به هو حرب مقدسة

كيف يستقطب داعش المغاربة؟

عوامل الواقع الاقتصادي الهش والواقع الاجتماعي المتفكك جعلت من شباب شمال المغرب وتحديداً حي بني مكادة في مدينة طنجة فريسة سهلة لطرائق الاستقطاب التي مارسها داعش. استغل وسطاء التنظيم الفراغ المعرفي لدى شباب تلك المنطقة والظروف الاجتماعية الصعبة فنجحوا في إغرائهم.

يتحدث عدّة عن بائع سجائر بالتقسيط أصبح أميراً للقتال، وعن بائع طيور في سوق عشوائي أصبح بطلاً في عيون جماعته بعد مقتله مع داعش. كان الإغراء قوياً جداً، فالبديل هو حياة مجزية مليئة بالإغراءات المادية مكنت داعش من التغلغل عميقاً.

يقول عدّة " تأكدنا الآن أن المقاتلين يحصلون على رواتب مجزية، والمقاتل الأجنبي يأخذ أكثر من المقاتل المحلي ويصل راتبه إلى 1200 دولار شهرياً. فضلاً عن ما يأخذه من منح لزوجته وأطفاله، إذ يمنح داعش 50 دولاراً لكل طفل، و100 دولار لكل طفل يولد داخل أراضي دولتهم، و 200 دولار للزوجة بالإضافة إلى السكن المجاني، ناهيك عن ما يسمونه "بتقسيم الغنائم" الذي يجعلهم يراكمون الثروات".

"الوعد بالنساء" هو إغراء آخر لا يقل أهمية عن الإغراء المادي"، حسبما يقول عدّة. المجاهدون مع داعش موعودون بزوجة وربما بعدد من السبايا أيضاً. فإن قتلوا فهم شهداء موعودون بالزواج من الحور العين في الجنة.

ورغم كثرة عددهم، لا يشترك الجهاديون المغاربة في داعش إلا في ميادين القتال. فهم لا يضعون السياسة العامة للتنظيم أو يشاركون في رسم استراتيجيته، هم فقط "وقود للحرب"

الجهاديون الانغماسيون والشراسة في القتال

مواضيع ذات صلة: