إنتشرت مؤخّراً صور صادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اللاجئين الذين يحاولون العبور إلى بلدان أخرى عبر البحر هرباً من الحرب والقمع والتطرّف، ليتعرّضوا بعدها إلى أصعب أنواع التجارب. بعض هؤلاء لا يخرجون من الرحلة سالمين، إمّا يبتلعهم البحر أو مشقّة الرحلة.
وقد أعلنت منظمة الهجرة العالمية أن أكثر من 364 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، فيما لقي 2701 شخصا حتفهم في البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا حتّى تاريخ إصدار تقرير المنظمة في الأوّل من أيلول/سبتمبر الجاري. وبحسب الأمم المتّحدة، في العام الماضي لقي نحو 3500 شخص حتفهم أو فقدوا في البحر الأبيض المتوسط.
وفي انطلاقهم إلى رحلة المجهول، يؤكّد شاهد عيان أنّ عمليات احتيال كبيرة طالت المهاجرين الذين باعوا ممتلكاتهم وخسروا أموالهم لصالح مافيات الهجرة والمهرّبين. يشير الشاهد إلى وجود ثلاثة أنواع من القوارب لنقل المهاجرين: النوع الأوّل القارب المطاطي الذي يُنفخ وينطلق فيه حوالي 40 شخص من دون قبطان بل فقط توجيهات حول وجهتهم قم يتركون لمواجهة مصير مجهول. النوع الثاني القارب السريع الذي يسع حوالي 12 إلى 15 شخص ويقوده قبطان إلى الوجهة المنشودة. والنوع الثالث هو اليخت الذي يسع حوالي 50 شخصاً ويقوده أيضاً قبطان إلى الوجهة المنشودة.
وتتراوح تكلفة هذه الرحلات في محطتها الأولى بين ألف وثلاثة آلاف دولار أميركي من دون أيّ ضمانات للوصول أو خوض الرحلة حتّى. ويستتبع المحطة الأولى محطات أخرى بتكلفة أعلى، كما يضطر بعض الهاربين الى المشي مسافات طويلة تستغرق أكثر من عشر ساعات تقريباً.
الصورة الأولى: مهاجرون غير شرعيين خلال إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط /وكالة الصحافة الفرنسية
الصورة الثانية: جثث عدد من المهاجرين غير الشرعيين الذين لقوا مصرعهم في البحر/وكالة الصحافة الفرنسية