علي عبد الأمير

يسعى مسؤولون في إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى تحقيق نجاح تحت غطاء الأمم المتحدة التي يجتمع في مقرها بنيويورك أبرز قادة العالم، في مواصلة لنجاح الإدارة خلال العام الماضي في حشد عشرات الدول من أجل تمرير القوانين التي تجرم المقاتلين الأجانب.

وتأمل الإدارة الأميركية أيضا إقناع تلك الدول بتبادل مزيد من المعلومات حول المتشددين، وتحديدا في سبل تجنيد المقاتلين منهم وطرق وصولهم إلى معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق.

مسؤولو الادارة الأميركية، وكما يظهره تقرير منشور في "ديلي بيست"، يأملون في تعزيز تلك التدابير في مناقشات هذا الاسبوع في أروقة الأمم المتحدة، عندما تتم مراجعة التقدم المحرز في حملة ترعاها الولايات المتحدة ضمن قرار لمجلس الأمن الدولي يجرّم أنشطة "المقاتلين الأجانب" كان قد صدر قبل عام.

وبحسب مستشارة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ليزا موناكو "ستكون هذه فرصة للرئيس لعقد لقاءات مع قادة من جميع أنحاء العالم ... لاستعراض التقدم المحرز والحصول على التزامات جديدة تؤكد عملنا على وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب" في اشارة إلى وصولهم إلى معاقل داعش في سوريا والعراق. ويعترف مسؤولو  إدارة أوباما أن 1000 مقاتل أجنبي في الشهر لا يزالون يسافرون إلى العراق وسوريا وأكثر من 50 بالمئة من الأميركيين المتطوعين للعمل ضمن التنظيم الارهابي هم تحت سن 25 عاما.

ويحاول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إحباط ما يسمى "شعبية الدولة الإسلامية" عن طريق بناء شبكة دولية منسقة الجهود تخاطب فئات المجتمع الشابة، وتضم وسائل الاعلام وشركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وأشكال التعبير الفنية المعاصرة والرائجة.

ويذكر تقرير ديلي بيست إن "تنظيم داعش لا يواجه أي اجراءات بيروقراطية أو قانونية تحول دون استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لجذب جيل الألفية الجديدة لقضيته، أو التحول إلى اتصالات مشفرة لتجنب المراقبة، وبعد ذلك استخدام طرق التهريب على الحدود التي يسهل اختراقها من أجل توفير دماء جديدة للمعركة".

كما ويسعى التحالف الدولي، بحسب مساعد وزير العدل الأميركي جون كارلن، لإقناع أكثر من 20 بلدا، بما في ذلك تركيا، بتشديد قوانينها الخاصة بمراقبة المتشددين المشتبه بهم واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم. لكن اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، يقولان إن "العديد من البلدان الأخرى في المنطقة لا تفعل شيئا يذكر، وهذا هو السبب في استمرار تدفق المتشددين".

هذا هو المشهد في نيويورك. فاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تشهد مشاركة أبرز قادة العالم وحسب، بل من يمتلكون المفاتيح الحقيقية لإنهاء أكبر الأزمات في منطقة الشرق الأوسط والمسؤولة عن إنتاج كل هذه الموجات من العنف والإرهاب.

فهل ستكون تلك لحظة الحقيقة والتحول الحاسم الذي سبق وأن عرفه العالم في أحداث كبرى سابقة؟

*الصورة: هل تشهد نيويورك لحظة الحقيقة؟/وكالة الصحافة الفرنسية

مواضيع ذات صلة: