جنى فواز الحسن

في عام 2014، قرر ثلاثة أصدقاء تونسيون أن يؤسسوا منظّمة، لكي ينخرطوا في المجتمع المدني ويقدّموا شيئاً لمجتمعهم.

لم يكونوا يريدون أن يبقوا خارج المجتمع، ولا أن تكون أفكارهم في الإطار النظري فحسب. يقول أشرف سعودي، الكاتب العام للمنظمة، "اجتمعنا وجلسنا نستعرض افكارنا... كنا نريد أن نوظف طاقاتنا ومجهودنا في إطار مبتكر وكان ذلك في العام 2014 حيث ظهر الإرهاب كهوس يومي للناس، لكن موضوع التصدّي للإرهاب كان محتكراً من قبل فئة سياسية معينة على الرغم من أن ضحايا الإرهاب ليسوا من السياسيين بل هم الأشخاص العاديون".

ويتابع سعودي "كان يجب أن نشارك نحن أيضاً بالتغيير في بلادنا، فأسّسنا منظمة شباب ضد الإرهاب. كانت خططنا جميعها حبراً على ورق وكنا ثلاثة أشخاص فقط. انضمّ إلينا ثلاثة آخرون ووضعنا المبادئ الأساسية للمنظّمة".

يقول سعودي إنّ القائمين على الجمعية استغرقوا حوالي 12 ساعة في اجتماع مطوّل ليخرجوا برؤية المنظمة، "السعي نحو مجتمع محصّن، ضد العنف، ضد التطرّف وضد الإرهاب".

يلخّص سعودي مراحل العمل على مشروع المنظّمة بثلاثة مراحل: مرحلة التشخيص ومرحلة العلاج ومرحلة التحصين.

ويقول "يختلف مفهوم الإرهاب من دولة إلى دولة وحتّى من منطقة إلى منطقة. إن سألنا أميركا مثلاً، سيكون مفهومها للإرهاب مختلفاً عن تونس ومفهوم تونس مختلف عن مفهوم الفلسطينيين ومفهوم السوريين مختلف... لذا قرّرنا أن نقوم باستطلاع رأي على نطاق واسع في تونس لتشخيص ما هو الإرهاب بالنسبة للناس."

في المنظمة حالياً حوالي 60 عضو يعملون على إتمام الدراسة بداية في أربع ولايات من ولايات تونس الأربعة والعشرين. وهناك نية لتوسيع نطاق الدراسة لتشمل في وقت لاحق ولايات تونس كاملة.

بعد إتمام الدراسة، يخطّط القائمون على المنظمة على الانتقال إلى مرحلة العلاج، التي يشير سعودي إلى أنّها ستكون "بالاشتراك مع الدولة".

أمّا المرحلة الثالثة، فهي ترمي إلى تحصين المجتمع التونسي وتقوية مناعة شبابه. يقول سعودي "في هذه المرحلة، لن يعود هناك أي سبب ليخاف الأهل على أبنائهم أو شباب تونس لأنّنا سنكون قد زودنا هؤلاء الشباب بالأدوات والثقافة اللازمة لكي لا ينجروا وراء التطرّف والإرهاب".

يوكّد سعودي أنّه متفائل على الرغم من كل الصعوبات والتحديات القائمة. "لقد قدمنا الكثير من التضحيات. وكل أنشطتنا نقوم بها على حساب وقتنا الخاص وحياتنا الاجتماعية وأوقاتنا مع العائلة والأصدقاء. هذه التضحيات تدفعنا إلى التفاؤل كوننا نؤمن فعلاً بما نقوم به".

*الصورة: شعار منظمة شباب ضد الإرهاب.

مواضيع ذات صلة: