بغداد - بقلم ملاك أحمد:
تعيش النازحات من مدن الفلوجة والرمادي في مخيم الكشافة الواقع في الغزالية بالعاصمة العراقية بغداد أوضاعاً إنسانية سيّئة، لعدم قدرتهن على تخطي التحديات والصعاب التي واجهتهن في رحلة طويلة تمثلت بمراحل حكم عصابات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والهروب منها للوصول إلى بغداد حيث مصيرهن مجهول.
خائفة من أن تكون واحدة منهن
تطأطئ شيماء قيصر رأسها وهي تتحدّث عن الفتيات اللواتي فقدن حياتهن خوفاً من اغتصابهن من قبل داعش. كانت خائفة من أن تكون إحداهن، لكنّ هروبها من الفلوجة ساعدها في الحفاظ على حياتها.
شيماء قيصر تتحدث لمراسلة (إرفع صوتك) عما شهدته قبل هروبها من بطش داعش
شيماء واحدة من مئات الفتيات الناجيات من بطش داعش. تقول بصوت حزين "هربت أنا وزوجة شقيقي في الليلة التي تمّ فيها اعتقال شقيقي من قبل تلك الجماعات. البداية كانت بالقفز من الحائط الخلفي لمنزلنا ونحن حفاة ومن دون أي غطاء للرأس. كنا ليلتها كالمجانين لا نفكر سوى بالركض. ونحن الآن نسكن في هذا المخيم ولا نعلم ما حلّ بشقيقي ووالدتي".
تعيش شيماء اليوم حياتها داخل الخيمة بتوتر وقلق بسبب الأوقات العصيبة التي مرّت بها عندما كانت في الفلوجة. "فوضع النساء تحت حكم داعش هناك في غاية الخطورة" حسبما تقول.
شاهدت أمامها كيف يتمّ إجبار الفتيات على الزواج من مسلّحي داعش وقتلهن في حال الرفض. ورصدت مقتل غيرهن على أيدي آبائهن أو أمّهاتهن خوفاً عليهن من الاغتصاب. ويتعدّى الأمر القتل إلى انتحار الكثيرات قبل وصول داعش إليهن. فضلاً عن أنّ المرأة التي يغتصبها الرجل الداعشي باسم "النكاح" أو "الزواج" كما تحلو له التسمية يتنازل عنها بعد ليلة أو أكثر حسبما يريد لغيره من الرجال الذين لهم رغبة بها.
*الصورة: شيماء قيصر تتحدث لمراسلة (إرفع صوتك) عما شهدته قبل هروبها من بطش داعش.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659