بقلم علي عبد الأمير:

"هذا الحدث هو الحلم، هو البداية، هو الامل"، هكذا يبدأ المصمم والفنان زياد العذاري، حديثه إلى موقع (ارفع صوتك)، عن عرض الازياء الذي شهدته مؤخرا مدينة الشاعر بدر شاكر السياب.

وبدا العرض لافتا لا لقيمة البعد الفني في خطوط الأزياء و تصاميمها وحسب، بل في كونه يأتي من البصرة التي تعرضت لتحديات كثيرة في العقد الأخير، ليس أقلها محاولة قوى متشددة في فرض قيمها الرافضة لأي ملمح ثقافي مدني ومعاصر ورفض أي عرض فني تشارك فيه النساء. فما بالكم بعرض للأزياء؟

ويبدو العنصر الأكثر حيوية في الحدث، زياد العذاري، ممتنا لموقف الجمهور وتذوقه. فيقول في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) "أنا فخور وسعيد جدا بتقبل العوائل والمجتمع البصري لهذا الحدث. فالحضور كان مميزا ومثقفا وواعيا والكثير من الهيئات الدبلوماسية والقنصليات في مدينة البصرة حضر العرض" .

وفي حين يستدرك العذاري "بالحقيقة إن العرض لم يكن الأول، فقد قدمت العديد من العروض. لكن معظمها كان ثقافيا ولهدف تأريخي، والحضور كان يقتصر على المثقفين والأدباء".

أما "بصرة فاشن نايت"، فتضمن مشاركة مجموعة من مصممي الأزياء العراقيين، وهم زهراء الربيعي من بغداد وأيمن سلطان من البصرة وسيف العبيدي من بغداد وزياد العذاري من البصرة ودار الثقافة والنشر الكردية.

فتنوعت ا target="_blank">لأزياء والأساليب، وتباينت الخطوط بين الحداثة والفولكلور وفساتين "الهوت كوتيور".

 وعن فكرة العرض وتنفيذه، يقول العذاري "فكرة بصره فاشن نايت، اقترحتها على زميلتي الإعلامية جيهان الطائي مديرة شركة (أرض بابل) للإنتاج والتوزيع السينمائي والفني، التي آمنت بفكرتي النابعة من محبتي للبصرة التي أتمنى لها أن تكون إحدى عواصم الموضة العربية والعالمية".

نحو "بصرة متمدنة ومتحضرة"

وعلى الرغم من فشل القائمين على الحدث بتأمين أي جهة راعية له، إلا أن "بعض المساعدات اللوجستية من بعض الشركات الخاصة في البصرة أمنت الحدث"، حسب قول العذاري. "ونحن تحملنا النفقات الإضافية لكن فرحتنا كانت أكبر، وتفاعل الجمهور معنا وتشجيعه لخطوات متمدنة ومتحضرة في المدينة كان كافيا للرد على الكثير من أصحاب الشركات الكبرى في العراق الذين رفضوا دعم هذا الحدث واتهموا البصرة بالتخلف والأمية. لكننا أثبتنا لهم أن البصرة ماتزال مدينة الثقافة والتمدن والإبداع ".

وبشأن المواقف العامة من حدث عرض الأزياء، قال العذاري "لم أجد أي مانع مجتمعي أو حكومي من تنفيذه لأنه يشجع مواهب الشباب ويشجع الصناعة المحلية والأيدي العاملة العراقية. ولانني  خضت هذه التجربة في البصرة عبر أكثر من 30 عرضا للأزياء، فإنني أستطيع القول إن المجتمع بدأ يتقبل الفكرة".

من جهته، يرى الناشط البصري في ميدان العمل الشبابي حسن السريح، في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) أن "الحفل كان أكثر من رائع بحق، و البصرة تزدهر بالكثير من الطاقات المبدعة في كافة المجالات الفنية، حيث يطمح شبابها للأفضل".

لا للتضييق على المجتمع

وفيما تضمن العرض بعداً اجتماعياً خيرياً تمثل في تخصيص ريعه إلى "اطفال شهداء الحشد الشعبي"، بدا السريح متفائلا بقوله "نحن نريد، عبر العروض الفنية والثقافية في البصرة أن نخرج من هذه الأزمة والقيود والهيمنة التي أخذت البلد إلى ما وراء الهاوية، و نقف بوجه أي شخص لا يريد السلام والازدهار والتقدم لبلدنا العراق العزيز. ونرفض أي جهة تريد التضييق على مجتمعنا. فبالحب والسلام نتعايش ونتقدم ونزدهر ".

*الصورة1: المصمم زياد العذاري في عرض "بصرة فاشن نايت".

*الصور منشورة بإذن خاص من المصمم العذاري.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: