بقلم علي عبد الأمير:
تنظر مجموعة من الشباب العراقي إلى أوضاع بلادها من منظور يبدو مختلفا، يعتمد تعميق المعرفة العلمية بوصفها خلاصا من أمراض وعلل اجتماعية وثقافية يتم معها تعطيل العقل والإرادة الانسانية.
تلك هي مجموعة "العلوم الحقيقية". ولكن ما الذي تقصده بالحقيقية، وهل هناك علوم غير حقيقية وكيف؟ هذا سؤال توجه به موقع (إرفع صوتك) إلى عضو المجموعة، مهندس البرامجيات ومصمم الملتيميديا عمر المريواني.
يقول المريواني "نحن مجموعة من الشباب الذي يحمل العلوم الحقيقية عمادا لأفكاره، ويرى في العلم الحقيقي الطريقة المثلى والطريقة الوحيدة التي أثبتت جدارتها في تفسير ظواهر العالم".
بدأت المبادرة مجموعة في موقع "فيسبوك" ضمت بضعة عشرات من الافراد وامتدت لتنبثق من مؤسسيها مبادرات أخرى. واليوم يتابعها عشرات الآلاف، عبر موقع المجموعة الإلكتروني وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. يشارك في المجموعة أيضا مترجمون يبحثون عن آخر ما تنشره مواقع العلوم والمجلات العالمية لترجمتها وتقديمها للمتابعين. ويركز منهج المجموعة على الاطلاع وتبني العلم.
"ضد الطب البديل، ضد مزج الدين مع العلم"؟
إذا، ما الذي تقصده المجموعة بالعلوم الحقيقية، وهل هناك علوم غير حقيقية؟
يضيف المريواني في حديث إلى موقع (ارفع صوتك) أن "العلوم الحقيقية ليست عبارة باهتة عديمة المعنى. العلوم الحقيقية عبارة تحمل تأكيدا على صنف محدد من العلوم غير ما يلتصق بالساحة العربية من دمج للخرافات مع العلم او ارتداء الخرافات لثوب العلم، مثل ما يعرف بالعلوم الزائفة".
ويؤكد المريواني أن مجموعته ترى أن الهيئة الفكرية للشاب يجب أن تتضمن رفضا للخرافة، مهما بلغت ثيابها من بهاء ورونق. "منهجنا ضد الباراسايكولوجي، ضد الطب البديل، ضد مزج الدين مع العلم. ومنهجنا لا يعتد بالتنمية البشرية أو كتابات النهضة وصناعة النجاح. أحيانا تكون العلوم الزائفة والطب البديل والخرافات من أكبر الأخطار على الساحة وأكبر الأخطار على وعي المجتمع بالعلم وأثر العلم في المجتمع".
بالعلم نكافح الإرهاب
يؤكد أعضاء المجموعة أنه بالعلم والابتعاد عن الخرافات يمكن مكافحة التطرف في المجتمع والإرهاب. ويقول المريواني "نركز على العلم والعلوم الحقيقية كمنهج. فهناك أفكار أخرى على الساحة تلبس ثياب العقلانية وتحمل معها بوادر فكرية قد تشكل مقدمات أو بوادر تسامح مع فكر العنف، أو أنها كالغثاء غير جديرة بالصمود أو غير قادرة عليه بوجه المد الفكري المعاكس والمدعوم... نحن نضيف ذلك البناء الصلب الذي سيستمر لأجيال والذي يمكن أن يشكل مادة للبناء. واضح أن هناك ردة فعل الآن وأن المزيد من الاشخاص سيغيرون أفكارهم في العشرين سنة القادمة... وقد يتبع هؤلاء تطرف ديني شبيه لفترة ما بعد الحداثة. إلا من يعتمد على العلم سيبقى دوما يحمل ما يجعله أعلى من هذه الموجات الصاخبة".
ويضيف "بخلاف جماعات كثيرة ظهرت على الساحة من يمين أو يسار، نحن لا نمثل صرخة أو ثورة أو حالة تمرد. لا نحمل شعارات جوفاء على غرار (يموت ويحيى) ولا نحمل أحلاما جامحة نحو الواقع، العلم زرع فينا الإيمان بحتميات جينية وجغرافية بقدر ما تجعل البعض يشعرون باليأس التام فنحن نرى فيها الأمل في ما يمكن إصلاحه".
ضد تكلسات الذهن
ويوضح المريواني أن رسالة مجموعته مقدمة للجميع، ويقول "لا حدود... العلوم الحقيقية لها متابعون من كافة الدول العربية، من مصر وتونس والعراق والسعودية وسورية بالدرجة الاساس حسب احصائيات الصفحة والموقع. هناك من رسم حدوده بالشباب، ونحن لا نتقيد بذلك. وفينا اشخاص كبار في السن يساهمون أيضا في إغناء موقعنا العربي على الانترنت".
بالمحتوى العلمي. "كثيرا ما نركز على ما هو غريب وغير مألوف ومثير للاهتمام ويدعو للتساؤل. نبحث عن الشعبية أحيانا في الاخبار مع الحفاظ على خطنا".
*الصورة: شعار مجموعة "العلوم الحقيقية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659