بقلم علي عبد الأمير:
يحمل الكاتب والمحلل الاستراتيجي الأميركي دافيد إغناشيوس، مجهره المعلوماتي والسياسي ليفحص ما بدا "لغزا" في أحيان و"نظرية مؤامرة". إنه السؤال القديم: كيف أصبح تنظيم "الدولة الاسلامية" أو "داعش" قوة فاعلة في الشرق الأوسط؟ ولكن مع إغناشيوس، ثمة قراءة مختلفة، بل أجوبة جديدة، ومنها:
*التأكيد على أن "التنظيم" ليس ظاهرة غريبة على منطقة الشرق الأوسط، وعلى العراق بنحو خاص. فالخبير الأميركي يتحدث عن تحالف حقيقي على الأرض بين قوتين شكلتا التنظيم وسط "انضباط عال خلال وجودهما في السجون الأميركية": المقاتلون المتشددون دينيا، وأمهر ضباط مخابرات صدام حسين.
*لـ داعش وجوهه الدينية والنفسية والتكنولوجية. فهو بتأكيده على مبدأ "الخلافة السنية" إنما سيبقي هذا المبدأ مؤثرا وقابلا للنقاش والتداول حتى وإن انتهى التنظيم.
*قصة داعش تقدم درسا أساسيا حول "إخفاقات أميركا الأخرى في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي"، وما نتج عنها من فراغ للسلطة تم ملؤه من قبل المتطرفين. وهو ما يفرض على الولايات المتحدة وحلفائها تكوين قوات محلية قوية بإمكانها التصدي للجماعات الإرهابية وأمراء الحرب على حد سواء.
*يعلمنا التاريخ أن مثل هذه الحروب تنتهي من خلال عاملين، الأول هو في أن تخور قوة المقاتلين المحليين. والثاني في اتفاق بين القوى الاقليمية والدولية الكبرى على صيغة للحد من القتال وإعادة بناء الاستقرار من خلال السلطة. هذا ما حدث في لبنان عبر "اتفاق الطائف" في عام 1989، وإنه على الأرجح أفضل ما يمكن أن نأمل في الوصول إليه في العراق وسورية. وللوصول إلى ذلك، لابد من قيام قوى معتدلة بخلق مناطق آمنة من شأنها أن تشكل في نهاية المطاف منصات جديدة للدولة تستخدم لمهاجمة الجماعات المتطرفة.
*حروب الشرق الأوسط نادرا ما تنتهي بفوز صريح لطرف ما، يأتي معه الاستقرار الدائم. وبالتالي فإن "تسوية" كلمة قد تعني ببساطة استقرار خطوط وقف إطلاق النار وانخفاض سفك الدماء وعدد أقل من اللاجئين وعدد أقل من الإرهابيين.
*الصورة: سجن "بوكا" في جنوب العراق، قرب الحدود مع الكويت/وكالة الصحافة الفرنسية
لاحقا، وبحسب الباحث الاستراتيجي الأميركي دافيد اغناشيوس، فإننا سنتوقف عند الجذور العراقية لـ"داعش".