بغداد – بقلم ملاك أحمد:
سؤال كبير يطرح نفسه حالياً حول حال أبناء رعية الديانة المسيحيّة في العراق بعد خمسة أعوام من الآن. السؤال بداية قد يبدو متشائماَ ومزعجاَ، فالصورة التي يحاول المعنيون نقلها في تصريحاتهم تشجّع على التوافق من أجل كينونة أفضل لشرائح المجتمع كافة وتحاول أحياناً أن تُظهر، فيما قد يخالف الواقع، أنّ العيش المشترك على ما يرام.
من ماري إلى عبد الرحمن
لكن عندما يؤكّد الشاب ماري وهو من الديانة المسيحية أنّه قد غيّر اسمه من (ماري) إلى (عبد الرحمن) خوفاً من القتل أو الخطف، تجد المؤشر أنّ الأجواء الضاغطة التي نتجت عن استهداف المسيحيين، اتخذت أبعاداً خطيرة.
ماري الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، دفعه استهداف أبناء ديانته المسيحية إلى ترك الدراسة والمكوث في البيت. وهو يؤكّد "سأهاجر من البلاد قريباً".
ويوضح ماري الذي التقى به موقع (إرفع صوتك) في كنيسة مار يوسف في مدينة المنصور، حيث كان يؤدي طقوس الصلاة، أنّ "الأوضاع السيئة التي حلّت في البلاد لن تتغيّر حتى لو بعد قرن من الزمن".
غياب فرص العمل
معاناة المسيحيين لا تنحسر في الضغوط المسلّطة عليهم جراء الأوضاع الأمنية المتدهورة فحسب، بل تتعداها إلى عدم قدرة شبابهم أن يجدوا فرصة عمل. "لا نجد فرصة عمل كوننا لا ننتمي إلى أيّ حزب"، يقول فواز نزهت لموقع (إرفع صوتك)، مشيراً إلى أنّ "التوجهات الحالية لتوظيف شاب ما، تقضي بالاستعانة بأحد الأحزاب الحاكمة في البلاد. ولأنّنا لا ننتمي لحزب ما ولأنّنا من الديانة المسيحية، صرنا نعاني من عدم ايجاد فرص العمل. الحلّ الوحيد بالنسبة لنا هو الهجرة".
أمّا الشاب خضر بشار فلا يختلف رأيه عن غيره من أبناء رعية الديانة المسيحية. إذ يقول في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "الشاب المسيحي يعاني من مشاكل كثيرة منها ما يتعلق بسلامة حياته، ومنها بإيجاد فرصة عمل مناسبة له، لذا فأنا أتوقّع الأسوأ، والهجرة هي الأنسب لنا".
الصورة: "الأوضاع السيئة التي حلّت بالبلاد لن تتغيّر حتى لو بعد قرن من الزمن" / إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659