بغداد – بقلم ملاك أحمد:

أشار استطلاع لمركز (المعلومة للبحث والتطوير) مؤخّراً إلى أنّ نسبة 58 بالمئة من الشباب العراقي يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من غيرها من الوسائل لنشر الآراء والأفكار وطرح المشاكل بصورة دائمة، بينما تأتي هذه المواقع كوسيلة للاتصال المباشر مع الأهل والأصدقاء والأقارب في المرتبة الثانية، إذ يستخدمها 54,6 بالمئة بصورة دائمة لهذا الغرض.

وسيلة حشد للتظاهر

يقضي الشباب ومنهم حسن هادي ساعات عديدة وهم يتصفحون هذه المواقع للاطلاع على ما يجري في الساحة ونشر الآراء من خلالها. يقول حسن لموقع (إرفع صوتك) "لقد باتت صفحات التواصل الاجتماعي، وتحديداً موقع فيسبوك، من أهمّ المنافذ التي يلجأ إليها الشاب العراقي، وخاصّةً طلبة الجامعات للاحتجاج على بعض السياسات أو القرارات غير المنصفة".

ويوضح هادي أنّه "لولا هذه الصفحات، لما استطعنا حشد آلاف من الناس والنزول إلى الشارع لغرض المطالبة بالإصلاحات التي بدأت بالفعل تُنفّذ من قبل الحكومة".

منبر لنشر الآراء

أمّا مجموعة (إعلام التنوير الإنساني) – على سبيل المثال لا الحصر – مثل غيرها من المجموعات الشبابية المطالبة بالإصلاحات الحكومية والاهتمام بتطوير البلاد وغيرها الكثير من القضايا، فلم تكن معروفة عند الشارع العراقي في السابق. تغيّر وضعها حين قرر المشاركون فيها - وهم من شريحة الشباب - إنشاء صفحة خاصة بها في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“  لطرح قضايا عدة، كان أهمّها دعواتهم للتظاهر في ساحة التحرير ببغداد احتجاجاً على الفساد المالي والإداري.

يقول الشاب سامر كوتم وهو أحد أعضاء هذه المجموعة، في حديثه لموقع (إرفع صوتك)، "لمواقع التواصل الاجتماعي دوراً فاعلا في تغيير الكثير من القرارات أو الاجراءات التي كانت تعتزم الحكومة العراقية اتخاذها".

ويشير كوتم إلى أنّ "مواقع التواصل الاجتماعي اليوم باتت بمثابة وسيلة ضغط على الحكومة يستخدمها الشباب لنشر آرائهم وأفكارهم إزاء القضايا العامة، فضلاً عن كسر حاجز الخوف وعدم التزام الصمت".

حملات سخرية والتصدّي لداعش

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لا ينحسر استخدامها في طرح الآراء والأفكار أو الضغط على الحكومة والدعوة للتظاهر جراء الأوضاع السيئة فحسب، بل تستخدم أيضاً لتدشين حملات عديدة منها ما يسخر من أهمية بعض القرارات الحكومية أو من الأوضاع الحالية.

"إبّان الاستعداد لتظاهرات يوم الجمعة، تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي ليلة الخميس بصور المتظاهرين الذين يحملون لافتات منها مشجعة للخروج ومنها التي تسخر من الأوضاع”، يقول مصطفى علاء لموقع (إرفع صوتك)، مشيراً إلى أنّ "هذه المواقع باتت الآن مصدراً للكثير من الصور والمعلومات الدقيقة والأخبار الصحيحة التي يحرض الشباب على نشرها باستمرار ".

ووفقاً لعلاء، فإنّ تعرّض بعض المتظاهرين للاعتداء دفعهم إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تفاصيل ما يحدث لهم، نظراً لعدم ثقتهم ببعض وسائل الإعلام المحلية التي تعمد إلى طرح وبث ما يناسب الجهات الممولة لها.

الشباب العراقيون لم يكتفوا بهذا القدر من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بل استغلّوا هذا المنبر كذلك للتصدّي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ودحض الشائعات التي غالباً ما نشرها هذا التنظيم. ويقول علاء "شكّلنا فرقاً للسيطرة والتصدّي للإشاعة التي يبثّها تنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى".

ويؤكد علاء "استطعنا من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التأثير على رأي الشارع وتغيير أفكاره وآرائه".

*الصورة: 58 بالمئة من الشباب العراقي يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من غيرها من الوسائل لنشر الآراء والأفكار/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: