بغداد – بقلم ملاك أحمد:

"أنا سنّي وأفتخر... أنا شيعي وأفتخر"، بهذه العبارة يبدأ عمر رعد حديثه لموقع (إرفع صوتك)، ويضيف "لقد رأينا جميعاً أشخاصاً حساسين تجاه المذهب أو الطائفة. يقولون عندما يتعرضون لاستفزاز ما "أنت ايراني" إذا كانوا يخاطبون شيعياً وأنت داعشي إذا كان المخاطَب سنيّاً، كأنّ إيران تمثل الطائفة الشيعية، وداعش تمثل الطائفة السنية حصراً".

يقول رعد "أنا سنّي، أعيش في منطقة سنية ولا أستطيع العيش في منطقة شيعية. لكنّ أصدقائي كلّهم من الطائفة الشيعية وتربطني بهم علاقة حميمة. المشكلة هي أنّه هناك من يحاول قتلنا باسم الطائفية، هؤلاء ليسوا طبعاً من بين الناس البسطاء".

يشير رعد كذلك إلى أنّه لا يتمنى أن يكون الرئيس المنتخب لحكم البلاد سنيّ، أيّ من طائفته، "لأنّ هذا الأمر سيزيد من الصراعات الطائفية أكثر وأكثر".

لستُ طائفية.. لكنّهم قتلوا زوجي وابني

تُعتبر الأوضاع التي مرّت بها البلاد ولا تزال من حروب ونزوح وتهجير من المدن التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نقطة تحوّل أججت الصراع الطائفية بين السنّة والشيعة في العراق.

تقول صبحة زغير، وهي شيعية نزحت مع عائلتها من مدينة الفلوجة بعد مقتل زوجها وابنها، إنّها "لن تستطيع العودة إلى بيتها هناك".

زغير ترفض التعايش مع أبناء الطائفة السنية حتى في العاصمة بغداد، وتقول "لستُ طائفية، لكنهم قتلوا زوجي وأخذوا ابني، ونحن نسكن بينهم منذ أكثر من عشرين عاماً".

لا أريد لجاري الشيعي أن يُتهم بقتلي

 من جهته، يصف خالد الراوي الصراعات الدائرة في البلاد بعد العام 2003 بأنّها "طائفية على الرغم من تصريحات عامة الناس برفض الطائفية". ويقول لموقع (إرفع صوتك) "لأنّني سني وأدافع عن السنة، يعتبرني الجميع طائفياً.. لكنّني لا أرى نفسي كذلك".

يؤكّد الراوي أنّه "لا أستطيع السكن في منطقة شيعية، حتى لو تحسنت الأحوال وانتهت الصراعات الطائفية التي يرفض الجميع الإعلان عنها صراحة". وعن السبب، يقول "لأنّني لا أريد لجاري الذي سأسكن قرب بيته أن يُتهم بقتلي لأنه شيعي، لأنّ الجميع على دراية أنّ من يقتل باسم الطائفية ليس من بيننا".

*الصورة: زوار شيعة في الكاظمية/وكالة الصحافة الفرنسية

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة: