دعا الرئيس باراك أوباما، في خطابه الأخير حول حالة الاتحاد مساء الثلاثاء، مواطنيه القلقين من الوضع الاقتصادي والتهديدات الإرهابية إلى عدم "الخوف من المستقبل".

وأكد أن الولايات المتحدة هي "الأقوى في العالم" وأن المتشددين لا يشكلون "خطرا وجوديا" على البلد.

أوباما: داعش لا يمثل الإسلام

وقال أوباما "إننا نعيش في زمن يشهد تغييرات استثنائية"، لكنه طمأن مواطنيه إلى أن أميركا شهدت في الماضي تغيرات كبرى، من حروب وكساد اقتصادي وتدفق مهاجرين ونضال من أجل الحقوق المدنية.

وأكد أن القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مصيرهما "الفناء" وأن "الخطر الذي يمثلانه ليس وجوديا"، لكن يجب اقتلاعهما". وقال إنه "يجب منع هذه التنظيمات من الإدعاء بتمثيل الإسلام".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن "جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا".

ودعا أوباما الكونغرس إلى الموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد داعش.

تعهد بإغلاق معتقل غوانتانامو

وجدد الرئيس أوباما مناشدته الكونغرس بـ"إغلاق معتقل غوانتانامو غير المجدي والذي يستخدمه الجهاديون كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم".

وقال "سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غاليا وهو غير مجد وهو ليس أكثر من كراس تجنيد يستخدمه أعداؤنا".

أوباما: اقتصادنا قوي

ووصف الرئيس الأميركي الحديث عن تراجع اقتصاد الولايات المتحدة بـ"الخيالي"، داعيا إلى تسريع وتيرة انتقال الولايات المتحدة إلى مصادر الطاقة النظيفة.

وقال "قلت لكم سابقا إن كل ما يحكى عن تراجع الاقتصاد الأميركي مجرد خيال سياسي، الولايات المتحدة الأميركية هي أقوى أمة في العالم".

وأضاف أوباما، في خطابه الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، أن التغييرات الراهنة منها ما هو سلبي مثل ما شهده العالم من "تقلبات اقتصادية" ومنها ما هو مفعم بالآمال مثل ما حصل من اكتشافات طبية رائعة.

"جهد وطني" ضد السرطان

وشدد الرئيس الأميركي على أن هذه التغيرات تتيح لفتيات في قرى نائية الحصول على التعليم ولكنها تتيح لإرهابيين يدبرون اعتداءات بالتواصل في ما بينهم عبر المحيطات، مضيفا "سواء أحببنا ذلك أم لا فإن وتيرة هذا التغيير لن تنفك تتسارع".

وأعلن أوباما في خطابه إطلاق "جهد وطني" ضد السرطان، مشيرا إلى أنه عين على رأس هذه المبادرة نائبه جو بايدن الذي خطف هذا المرض أحد أبنائه.

وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه "هذا المساء أعلن عن جهد وطني جديد لفعل ما يجب فعله ضد السرطان"، مضيفا أنه من أجل الغالين علينا الذين خسرناهم ومن أجل العائلات التي ما زال بإمكاننا إنقاذها، فلنجعل من أميركا البلد الذي يستأصل السرطان مرة واحدة وللأبد".

طالب برفع الحظر عن كوبا

وجدد الرئيس الأميركي مطالبته الكونغرس برفع الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض على كوبا، وذلك بعد عام من بدء عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا وطي نصف قرن من العداء.

وقال أوباما إن 50 عاما من عزل كوبا لم تنجح في نشر الديموقراطية وأدت إلى تراجع أميركا في أميركا اللاتينية.

وأضاف متسائلا: "هل تريدون تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة؟ اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت. ارفعوا الحظر".

وباستثناء خطاب سيلقيه في تموز/ يوليو في فيلادلفيا خلال المجمع الانتخابي للحزب الديموقراطي الذي سيختار رسميا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، فان خطاب أوباما هذا يفترض أن يكون آخر مناسبة يلقي فيها خطابا يحظى بتغطية إعلامية ضخمة خلال فترة الذروة في المشاهدة التلفزيونية.

انتقادات جمهورية

من جهة أخرى، قالت حاكمة ولاية ساوث كارولاينا نيكي هيلي، التي تولت مهمة الرد على خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد، إنه "لا بد من وضع حد للهجرة غير القانونية من دون التركيز على الدين أو العرق".

وأضافت أن الجمهوريين سيدعمون ما يقتنعون به إذا وصلوا إلى البيت الأبيض، "سنخفض الضرائب على الأسر الأميركية وسنصلح التعليم ولن ندعم بيروقراطية واشنطن". وأكد الجمهوريون أنهم سيضعون حدا لبرنامج الرعاية الصحية، الذي دشنه أوباما. ووصف رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان السياسة الخارجية للرئيس أوباما بـ"الكارثية".

وقال إن أوباما لا يتوفر على استراتيجية واضحة لهزم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مشيرا إلى أنه "غير محبط"، لأنه لم يكن يتوقع أن يكون خطاب أوباما مختلفا عن خطبه السابقة.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إيد رويس، من جهته، إن "أوباما ركز خلال سبع سنوات على مصالحة الأعداء بدل مساعدة الأصدقاء، ونتائج ذلك خطيرة على أمتنا".

أما المرشح الجمهوري الأبرز دونالد ترامب، فكتب في تغريدة: " خطاب حالة الاتحاد ممل، وبطيء (..)".

إشادة ديموقراطية

وقد أشاد مشرعون ديموقراطيون بخطاب الرئيس أوباما، وقالت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون "سبع سنوات من التقدم، علينا أن نواصل لا أن نتراجع. شكرا للرئيس أوباما".

وكتب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة "أفتخر أنني عملت مع هذا الرئيس".

المصدر: موقع "الحرة"/ وسائل إعلام أميركية/ وكالات

مواضيع ذات صلة: