المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
هدد تنظيم داعش دول شمال إفريقيا بشن هجمات انتحارية داخلها، من خلال بثه أربعة أشرطة مصوّرة من على مواقع تابعة له.
التهديدات التي وجهها التنظيم شملت دول المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا، فضلاً عن مالي.
ودعا التنظيم الموالين له إلى تنفيذ هجمات إرهابية على غرار الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس خلال السنة الماضية، والهجرة إلى ما وصفها بـ "أرض الخلافة" بليبيا.
ونُشرت هذه التسجيلات على مواقع تابعة للتنظيم يوم الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني، وتضمنت دعوة أعضاء تنظيمات إرهابية أخرى، مثل القاعدة، إلى الانضمام لصفوف داعش.
وهاجم المتحدثون في التسجيلات المصورة، وهم على ما يبدو من أسمائهم مغاربة وتونسيون وليبيون، الحكومات العربية ووصفوها بـ "المرتدة" و "المتعاونة مع الغرب"، مع شيء من التركيز على المغرب.
حيث هاجم المتحدثون طقوس حفل الولاء في المغرب، والطقوس الدينية التي تقوم بها بعض الزوايا الصوفية (الطريقة البودشيشية) التي اتهموها بـ "نشر الشرك بين الناس" عن طريق التصوف "ومزاحمة المساجد بالزوايا والأضرحة".
تهديدات سابقة
وسبق لتنظيم داعش أن وجّه تهديدات للمغرب في تسجيلات نسبت إليه، وهدد فيها بضرب مصالحه، خاصة وأنه استعصى عليه اختراق الحدود المغربية لمرات عديدة. وتعلن الأجهزة الأمنية في المغرب مراراً عن تفكيك خلايا إرهابية.
وكان المغرب قد سارع منذ السنة الماضية إلى تشديد الإجراءات الأمنية بالمدن الكبرى والمناطق الحيوية والاستراتيجية، تحسباً لأي تهديد إرهابي محتمل. كما أنشأ في آذار/مارس 2015 (المكتب المركزي للتحقيقات القضائية)، وهو جهاز قضائي يعمل على مكافحة الجريمة ورصد وتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة أو النشيطة في المغرب.
تهديدهم تقليدي
وعن التهديد الجديد، قال إدريس الكنبوري، الباحث المغربي في قضايا الإرهاب والجماعات الإسلامية، "التهديدات الموجهة للمغرب من طرف الجماعات الإرهابية، سواء تعلق الأمر بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو تنظيم داعش، أصبحت تقليدية، ذلك أن الوضع الاستثنائي الذي يتميز به المغرب في المنطقة يجعله موضع استهداف".
وأشار الكنبوري إلى فعالية أجهزة الأمن المغربية من خلال منعها للعديد من الهجمات ومساهمتها في الكشف عن متورطين في هجمات باريس، فضلاً عن عمليات اعتقال لمشتبهين آخرين.
"إن الجماعات الإرهابية قامت بتقسيم العالم حسب منطقها"، حسب قول الكنبوري، "وتنظيم داعش بدوره قسم العالم إلى ولايات ونصّب عليها (حكاماً)، وبالتالي يعمل على استغلال هذه النقاط والتمركز فيها كما هو الحال في ليبيا".
*الصورة: هدد تنظيم داعش الإرهابي دول شمال إفريقيا بشن هجمات انتحارية داخلها/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659