بقلم علي قيس:
تستمر المخاوف في العراق من انهيار سد الموصل، أكبر سدود العراق، مع اقتراب موسم الفيضانات. وكان مسؤولون أميركيون قد حذروا من مخاطر انهيار السد إثر تلكؤ عمليات الصيانة فيه.
بدأ بناء سد الموصل على نهر دجلة سنة 1980 وافتتح سنة 1986 وبكلفة مقدارها مليار ونصف المليار دولار. ويبلغ ارتفاع السد 113 متر وعرضه 3.4 كم.
وبعد افتتاحه، اكتُشف أن السد يحتاج إلى حقن اسمنت في أساساته بصورة مستمرة، نتيجة تآكل الأساسات لعدم تحمل التربة للضغط في السد.
إلا أن أعمال الصيانة توقفت إثر سيطرة تنظيم داعش على السد في شهر آب/أغسطس 2014.
"أخطر سد في العالم"
وكان سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي قد وصف سد الموصل، في تقرير له عام 2006، كـ "أخطر سد في العالم".
وجدد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية تحذيراتهم من أن انهيار السد في موسم الفيضانات قد يؤدي إلى مقتل أكثر من 500 ألف عراقي وتشريد أكثر من مليون آخرين.
وفي أسوأ الاحتمالات، فإن انهيار السد قد يتسبب بموجة ارتفاعها 20 متراً في المناطق القريبة منه، مثل مدينة الموصل في محافظة نينوى العراقية.
ولا يقتصر الخطر على محافظة نينوى، بل يمتد إلى محافظات صلاح الدين وديالى وبغداد، حيث يقدر أن ارتفاع المياه سيصل إلى أكثر من 4.6 متر في بغداد، حسب التقرير.
وفضلاً عن ذلك، فالموجة الناتجة عن انهيار السد ستجرف في طريقها كل ما يقع قرب مسار الأنهار من مصانع وأراض زراعية وحقول نفط وغيرها من المصالح التي سيكون مصيرها الدمار.
تطمينات حكومية
وزارة الموارد المائية العراقية أكّدت أن السد مؤمن بالكامل، ولا وجود لمؤشرات حول انهياره.
وقال مدير عام السدود، في وزارة الموارد المائية مهدي رشيد، لموقع (إرفع صوتك) إنّ "الحديث عن وجود إشكال في التربة التي أقيمت عليها أسس السد، مشخّص منذ عام 1986، من قبل الشركة السويسرية التي صممت السد. ومنذ ذلك الحين تم إنشاء نفق خاص بأعمال ردم التشققات التي تحصل في السد، والتي يجب أن تستمر على مدى عمره عن طريق أجهزة متخصصة بأعمال الحقن. وهذه الأجهزة موجودة في المشروع".
وأضاف رشيد "نتيجة سيطرة عناصر تنظيم داعش على السد، توقّفت أعمال الصيانة والحقن فيه خلال شهر آب/أغسطس عام 2014. واستأنفت عمليات الحقن بعد تحريره. كما تم إجراء مسح كامل لأقسام السد من قبل الكوادر العاملة فيه، ولم يؤشر المسح إلى وجود أيّة مشكلة".
ولفت مدير عام السدود إلى أنّ وزارة الموارد المائية مستمرة بمباحثاتها مع شركة إيطالية، بشأن قيام الأخيرة بأعمال صيانة وحقن للسد.
الفساد المالي يهدد السد
غير أن شعلان الكريم، عضو لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، حذر من تعرض السد، خلال الأشهر المقبلة، لخطر الانهيار بسبب موسم الفيضان السنوي.
وقال الكريم في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إن "تعرض سد الموصل إلى كمية كبيرة من المياه في موسم الفيضان السنوي، والذي يكون عادة في الأشهر الخمسة الأولى من كل عام بسبب هطول الأمطار وذوبان الثلوج، سيؤثر سلباً على السد وقد يتسبب بانهياره. لذا على الحكومة أن تضع خطة طوارئ (لإنقاذ) السد والمناطق التي تقع على مجرى نهر دجلة، بدءاً بمحافظة نينوى مروراً بصلاح الدين وبغداد".
ولم يستبعد الكريم تلكؤ أعمال صيانة سد الموصل "بسبب الفساد المالي والاداري المستشري في المؤسسات الحكومية" وأضاف قائلاً "كان هناك تباطؤ في العمل على حقن التربة وهذا ما دفع الدول العالمية إلى إصدار تقارير تحذر من انهيار السد".
*الصورة: سد الموصل/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659