مشاركة من صديق (إرفع صوتك) مصطفى السباعي:
أرسل الصديق مصطفى السباعي، وهو من المغرب وأحد متابعي موقع (إرفع صوتك) هذه الرسالة، تفاعلاً مع القضية التي نناقشها مع متابعينا هذا الأسبوع (دول غنية وشعوب فقيرة). وطلب مشاركتها مع الجميع:
لعلّه ينبغي البحث عن إجابة موضوع النقاش "دول غنية وشعوب فقيرة" في العلاقة بين السلطة وإنتاج الشعوب والبلدان، وبعبارة أخرى البحث في أصول التوزيع غير العادل للثروات.
وبهذا الخصوص، قد تفيدنا الأفكار التي بسطها الكاتب الاقتصادي العالمي منصور أولسون في كتابه "السلطة والرخاء.. نحو تجاوز الديكتاتوريتين الشيوعية والرأسمالية". حيث يرى أنّه عندما يكون الحافز على النهب والسلب أكبر من الحافز على الانتاج – أي تعلو مكاسب السلب Predation على أرباح الأنشطة المنتِجة والمحقِّقة للنفع المتبادل- تسقط المجتمعات إلى الحضيض.
ويضيف أنّه في ظلّ "فوضى هوبز"Hobbsian anarchy ، حيث لا يكون هناك قيد على حوافز الأفراد ليسلب أحدهم الآخر، أو في "النهبو- قراطية" حيث يستولي (أصحاب) السلطة على الأصول لأنفسهم، لا يكون هناك الكثير من الإنتاج أو الكثير من المكاسب التي نحصل عليها من التعاون الاجتماعي من خلال التخصص والتبادل الاجتماعي.
ولمزيد من التوضيح، يتساءل الاقتصادي نفسه: متى يكون لدى أولي السلطة الحافز لاستخدام سلطاتهم لتشجيع الإنتاج والتعاون الاجتماعي؟ وبالمقابل متى يقومون بالاستحواذ على الكثير من مكاسب الانتاج والتجارة؟ ولماذا حصل من يملكون السلطة على هذه السلطة؟
وفي سياق بحثه عن أجوبة مقنعة على أسئلته، انطلق من ضرورة فهم منطق السلطة. وقد استخدم لأجل ذلك معيار المشابهة بالجريمة، وخلص إلى أنّ المجتمعات تفضّل أن يحكمها زعيم عصابة مستقر على زعيم عصابة جوال.
ويرجع هذا التفضيل- بحسب الكاتب- إلى أنّ الإنتاج يكون قليلاً في حالة الفوضى، وبالتالي لا يوجد الكثير لسرقته، مما يدفع إلى احتكار السلطة ومن تم احتكار الثروة. ويشرح أنّ احتكار السرقة/الثروة يغيّر نمط الحوافز جذرياً، بحيث تشكل المصلحة الجامعة لزعيم العصابة المستقر حافزاً له على خفض النسبة التي يأخذها من كل ضحية من ضحايا سرقاته.
ويمكن القول إنّ هذا المثل ينطبق اليوم على الكثير من الدول والشعوب، ومنها من يحكمها زعماء عصابات مستقرين (الدول التي تتمتع بالاستقرار السياسي)، ومنها من يحكمها زعماء عصابات جوّالين (الدول التي تعيش عدم الاستقرار السياسي، أو انقلابات دورية، أو انتفاضات وثورات). وبالتالي فإن نسبة رفاه أو ثراء الشعوب تختلف من دولة لأخرى حسب نظام الحكم القائم، ووفق نوع السلطة وطبيعة تفكير وتدبير المتسلطين/الحكام الخاضعة لقوانينهم.
الكاتب: مصطفى السباعي من المغرب
الآراء الواردة في هذا المقال تمثّل رأي كاتبها ولا تمثل بالضرورة رأي موقع (إرفع صوتك).
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659