بقلم علي قيس:
لا تتردد مصر من إبداء خشيتها حول النفوذ المتصاعد لداعش في الأراضي الليبية، بل إن القاهرة سبق وأن وجهت ضربات جوية قالت إنّها استهدفت مواقع التنظيم الإرهابي العام الماضي في ليبيا.
وكان ذلك إثر قيام داعش بإعدام 21 قبطياً مصرياً. القاهرة عبّرت عن خشيتها هذه لكثير من قادة الدول الغربية، معتبرة أن خطر التنظيم قد يمتد إليها عبر حدود طويلة لا يمكن السيطرة عليها.
هذه المخاوف تتجدد كلما حدثت هجمات تستهدف القوات الأمنية المصرية والتي كان آخرها مقتل ضابطي شرطة وإصابة خمسة مجندين، في وقت متأخر من مساء الخميس 28 كانون الثاني/يناير الماضي. وذلك عندما انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة عجلة مدرعة كانت تقلهم وسط مدينة العريش، وهي أكبر مدن شمال سيناء.
جهود سياسية ... وخطط جديدة
"هناك خلايا مسلحة جديدة أطلقت عليها القيادات الأمنية في مصر اسم "الذئاب المنفلتة"، وهي خلايا محدودة العدد، لكن لديها ارتباط بتنظيمات كبيرة مثل داعش والقاعدة. وعناصر تلك الخلايا من جنسيات مختلفة لكن أغلبهم مصريون"، بحسب عميد الشرطة المتقاعد خالد عكاشة.
وبيّن عكاشة في حديث لموقع (إرفع صوتك) أنّ هذه الخلايا قد صعّدت من هجماتها لاستهداف القوات الأمنية المصرية."على القيادات الأمنية وضع خطط جديدة تعتمد الجهد الاستخباري في ملاحقة عناصر تلك الخلايا، خصوصاً وأن أكثر من تنظيم يحاول تنفيذ هجمات".
وتابع العميد المتقاعد قائلاً إنّ "الوضع اليوم بحاجة إلى جهود سياسة إلى جانب الجهد الأمني لمعالجة الإرهاب خصوصاً في ظل الأجواء المعقدة التي تشهدها المنطقة".
ولم يستبعد عكاشة تورط دول إقليمية بتلك الأحداث بقوله إن "مصر ليست بعيدة عن ساحات الصراع الموجودة التي تشهد نشاطات مسلحة. هناك أجندات إقليمية أكثر منها عالمية، تقوم بدعم تلك المجاميع الإرهابية وتسهّل من تنقلاتها. وهناك أكثر من مؤشر حول تورط دول إقليمية بينها دول عربية".
تسلح مصري
صعّدت مصر من صفقات التسلح التي كان آخرها ما أفادت به وسائل إعلام رسمية مصرية الخميس من أن "مصر تسلمت ثلاث طائرات مقاتلة جديدة من طراز رافال، ضمن عدة صفقات عسكرية أبرمت بين مصر وفرنسا"، والتي سبقها صفقات تسلح مختلفة شملت حاملة طائرات هليكوبتر وأنواع مختلفة من الأسلحة من دول مختلفة.
وتسعى مصر إلى تعزيز قوّتها العسكرية للتصدي للهجمات المتصاعدة في سيناء منذ عامين، خشية امتداد الأزمة التي تشهدها ليبيا على الحدود الغربية، إلى الأراضي المصرية.
وفي هذا السياق، قال رئيس القسم الدبلوماسي في مجلة روز اليوسف المصرية حمادة الكحلي لموقع (إرفع صوتك) إنّ "هناك ضرورة لقيام تحالف دولي خاص لمواجهة ما يحصل في ليبيا، لأنها باتت منبعاً من منابع الإرهاب في المنطقة. كما أنها تشكل خطراً بالغاً على الدولة المصرية ودول ساحل المتوسط الأفريقية والأوروبية. لذلك على الحكومة المصرية أن تدرك تماماً أنها يجب أن تبذل المساعي من أجل الدخول في تحالف عسكري لإنهاء خطر ليبيا".
ويردف بالقول "من المستحيل على أي دولة أن تكون في مأمن تام من الإرهاب، مهما كانت قدراتها الأمنية. وهذا يوجب على السلطات المصرية تطوير مؤسساتها الأمنية وإعادة النظر في الخطط الموضوعة، واعتماد أساليب الضربات الاستباقية لمكافحة النشاط المتطرف الذي تصاعد خلال الآونة الأخيرة في مصر".
وخلص الكحلي إلى القول "عندما نقف على أسباب تزايد الهجمات بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة، فإن السبب الأبرز هو محاولة الجماعات المتطرفة إرسال رسائل بأن الأوضاع الأمنية في مصر غير مستقرة بعد 30 يونيو/حزيران 2013، عقب إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي. هذا إضافة إلى سعي تلك المجموعات المسلحة إنهاك الأجهزة الأمنية وانشغالها دائماً".
قلق دولي
ويشارك المجتمع الدولي مصر ودول المنطقة قلقها حيال الوضع في ليبيا. فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر توجيهات جديدة حول الوضع في ليبيا.
وقال البيان الصادر عن البيت الأبيض "أصدر الرئيس توجيهات لفريق الأمن القومي لمواصلة الجهود لتعزيز الحكومة ودعم الجهود الراهنة لمكافحة الارهاب في ليبيا والدول الأخرى التي يسعى داعش لتأسيس وجود له فيها".
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أكد في مؤتمر صحفي عقده الخميس أنّ "تنظيم الدولة الإسلامية يقيم مواقع تدريب في ليبيا ويستقبل مقاتلين أجانب، في أسلوب يماثل ما فعله في العراق وسوريا خلال الأعوام المنصرمة".
وتابع آشتون، "لا نريد أن نكون على طريق يقودنا لوضع مثل سوريا والعراق. وهذا ما يجعلنا نراقب الأمر عن كثب. هذا ما يجعلنا نطور خيارات ما قد نفعله في المستقبل".
*الصورة: أحد المؤيدين للحكومة المصرية يهدي باقة من الزهور لأحد عناصر الشرطة الخاصة / وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659