بقلم حسن عبّاس:

أكد تقرير "سيج ووتش" Siege Watch report الصادر اليوم، أن أكثر من مليون سوري يعيشون في مناطق محاصرة داخل بلدهم، وهي زيادة كبيرة عن أرقام الأمم المتحدة التي قدّرت عدد المحاصرين بأقل من ذلك بكثير.

أرقام مخيفة

وأشار التقرير الصادر عن منظمة باكس PAX والمعهد السوري في واشنطن، أن "1.09 مليون سوري يعيشون في 46 منطقة محاصرة في سورية".

وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت قبل فترة قصيرة عدد السوريين المحاصرين بأكثر من 400 ألف، متحدثةً فقط عن 15 منطقة محاصرة بشكل يمنع وصول المساعدات إلى قاطنيها.

وأوضح  تقرير "سيج ووتش" أن أكثرية المناطق المحاصرة تحاصرها قوات النظام السوري، بينما تخضع مدينة دير الزور التي يعيش فيها 200 ألف سوري إلى حصار مزدوج من قوات النظام وداعش.

وأشار التقرير إلى أن الكهرباء ومياه الشرب عادةً ما تكون مقطوعة في المناطق المحاصرة، كما أن هناك صعوبة كبيرة في الحصول على الغذاء والوقود والعناية الطبية.

وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" وفاة 16 شخصاً بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، مؤكدةً أن العدد يمكن أن يكون أكبر، ومشيرة إلى أنها أبلغت بوفاة 46 شخصاً جوعاً منذ الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وبرغم دخول قوافل مساعدات إنسانية إلى بلدة مضايا، إلا أن "أطباء بلا حدود" قدّرت عدد حالات سوء التغذية في البلدة بـ320 بينهم 33 يعانون من سوء تغذية حاد، ما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال.

والكارثة مستمرة

من جانب آخر، يستمر تهجير السوريين بسبب المعارك العسكرية الدائرة في بلدهم. وقالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن مئات الآلاف من المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا نجحت قوات الحكومة السورية في محاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، وحذّرت من موجة فرار جديدة للاجئين.

وشنّت القوات السورية والقوات المتحالفة معها، مدعومةً بضربات جوية روسية، هجوماً كبيراً على ريف حلب الذي تسيطر مجموعات معارضة على أجزاء منه.

وتخشى الأمم المتحدة أن يقطع تقدم القوات الحكومية الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية التي كانت بمثابة شريان حياة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أيّة مساعدات إنسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط."

وحالياً، يتزايد عدد اللاجئين السوريين المتجمّعين على حدود تركيا، بالقرب من بوابة "باب السلامة" (أونجو بينار) ووصل إلى عشرات الآلاف. وتوقع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وصول عدد هؤلاء النازحين إلى 70 ألفاً.

ودعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تركيا إلى فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين الفارين من حلب تنفيذاً لالتزاماتها الدولية بحماية الفارين من الصراعات أو الاضطهاد.

وحتى الآن، ترفض تركيا السماح بدخول هؤلاء إلى أراضيها برغم تأكيد مسؤوليها يومياً أنها مستمرة في اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين السوريين.

وتفضّل تركيا تقديم المساعدات لهم عبر الحدود، بواسطة منظمات إنسانية تركية توصل لهم الغذاء وغيره من الضروريات. وقد نقلت بعض سيارات الإسعاف عدداً من الحالات إلى مستشفيات في مدن تركية قريبة.

*الصورة: عائلات سورية تنتظر وصول قافلة مساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة/ وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: