بقلم حسن عبّاس:
اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة الأميركية بأنها أدخلت المنطقة في "بحر من الدماء"، لأنها قرّرت دعم الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري.
وقال إردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة أمام مسؤولين إقليميين موجهاً حديثه إلى واشنطن "هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب منظمة الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني الإرهابية؟".
وتعتبر تركيا الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري منظمة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وهو الحزب الأكثر شعبية بين أكراد تركيا. ومنذ نهاية العام الماضي، انهارت محادثات السلام بين أنقرة وبين حزب العمال الكردستاني الذي يشنّ حملة منذ ثلاثة عقود للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد، وشنّ الجيش التركي حملة واسعة ضد مقاتليه.
واعتبر إردوغان أن أميركا عجزت عن فهم طبيعة الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الحقيقية. ويخشى الأتراك من سيطرة الأكراد السوريين على كامل حدود بلدهم مع سورية، لأن ذلك سيحدّ من تأثيرهم في مجريات الحرب السورية.
والبارحة، استدعت أنقرة السفير الأميركي في أنقرة جون باس، بسبب تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، اعتبر فيها أن حزب الاتحاد الديموقراطي ليس حركة إرهابية، مشيداً بمساهمته في الحرب على داعش.
وقال كيربي الإثنين رداً على سؤال في هذا الشأن "كما تعرفون لا نعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي منظمة إرهابية"، ودافع عن دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد في سورية، قائلاً إنهم من "الأنجح في ملاحقة داعش". وأضاف "نحن نوفر لهم قدراً من الدعم، وفي الغالب عن طريق الجو، وسوف يستمر هذا الدعم".
وبعد لقاء السفير الأمريكي في أنقرة بممثلي الخارجية التركية عاد كيربي وقال إن موقف واشنطن من الأكراد لم يتغير.
ومع أن واشنطن تصنّف حزب العمال الكردستاني منظمةً إرهابية، فهي تعتبر أن الاتحاد الديموقراطي الكردي هو من الجماعات التي يمكن التنسيق معها لتحقيق إنجازات ضد داعش على الأرض. وبعد تأسيس هذا الحزب السوري قوات عسكرية باسم وحدات حماية الشعب، ساهم قبل فترة في إنشاء "قوات سورية الديموقراطية" التي تضم إلى جانب مقاتليه ألويةً وكتائب عربية. وقد خاضت هذه التشكيلات معارك عدّة ضد داعش وحققت نجاحات كبيرة على الأرض.
وكان الأتراك قد أبدوا امتعاضهم الشديد من الزيارة التي قام بها ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك إلى شمال سورية ولقائه بمسؤولين أكراد لبحث سبل زيادة الضغط على الجهاديين، بداية الشهر الحالي.
موقف روسي
من جانب آخر، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أميركا اتخذت "خياراً ملائماً" حين قررت دعم الأكراد السوريين، مضيفة أن "الجانب الروسي أكد مراراً أن عملية التسوية السياسية الكاملة تتطلب مشاركة جميع القوى والجماعات غير الإرهابية في سورية، كما أن تجاهل قوة مثل الأكراد يقود إلى طريق مسدود".
ويأتي هذا الخلاف في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى حثّ حلفائها في الحرب ضد داعش على تقديم مساهمات أكبر وأكثر فعالية في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لتسريع الحملة ضد التنظيم المتطرّف. ولهذه الغاية سيعقد غداً الخميس لقاء في بروكسل يجمع وزراء دفاع أكثر من 24 دولة حليفة.
الصورة: مسلحون من وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني (عين العرب)/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659