بقلم علي قيس:
تستمر معاناة المدنيين السوريين بشكل متصاعد بسبب الحملة العسكرية التي تنفذها القوات النظامية وحلفاؤها شمال دمشق، فيما قتل جراء الحرب الأهلية التي تشهدها سورية منذ سنوات مئات الآلاف من المدنيين.
وقالت الأمم المتحدة الخميس إن "الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قطع خطوط الإمداد عن 120 ألفاً في شمال محافظة حمص منذ منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، ويهدد بحدوث مجاعة ووفيات نتيجة نقص الرعاية الصحية".
وارتفع سعر الخبز بمقدار 10 أضعاف في المدينة، وهو ثمن لا تقدر عليه غالبية الأسر. وحذّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن "سوء التغذية يمكن أن يتدهور سريعاً خلال الأسبوعين القادمين".
رياح الموت تعصف بمئات الآلاف من المدنيين
في هذه الأثناء، ذكر تقرير حول تداعيات الأزمة في سورية أن قرابة 400 ألف شخص قتلوا في الحرب الدائرة منذ خمسة أعوام، وأن 70 ألفاً آخرين قضوا بسبب عدم وجود الاحتياجات الإنسانية الأساسية كالمياه النظيفة والرعاية الصحية والسكن.
وأفادت صحيفة الغارديان نقلاً عن تقرير المركز السوري لبحوث السياسات أن نحو 1.9 مليون شخصاً تعرضوا للإصابة خلال النزاع، وأن نسبة القتلى والجرحى بلغت نحو 11.5 في المئة من عدد سكان سورية.
وأوضح التقرير الصادر عن المركز المستقل والذي كان يتخذ حتى وقت قصير من دمشق مقراً له، أن عدد الضحايا الكبير وارتفاع معدلات الهجرة من سورية أديا إلى تقليص عدد سكان البلاد بنسبة 21 في المئة. وبلغت نسبة السكان الذين اضطروا للنزوح من مناطقهم 45 في المئة (6.3 مليوناً في الداخل وأربعة ملايين في الخارج).
وبحسب التقرير، فإن متوسط العمر المتوقع للسوريين انخفض من 70 عاماً في 2010 إلى 55.4 في 2015، فيما قدرت الخسائر الإقتصادية عموماً بـ255 مليار دولار.
وأفاد المركز أيضاً بأن نحو 13.3 مليون سوري فقدوا مصدر دخلهم بسبب النزاع، بينما ارتفعت أسعار البضائع والسلع بنسبة 53 في المئة العام الماضي، لكن نسبة هذا الارتفاع تفاوتت من منطقة لأخرى بناء على الوضع الميداني والجهة التي تسيطر عليها.
المستشفيات لم تنجو من القصف
وفي سياق ذي صلة، أعلنت منظمة (أطباء بلا حدود) مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة على الأقل في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا جنوب سورية.
وقالت المنظمة إنّ "قصف المستشفى أدى إلى أضرار جزئية في المبنى ووضع سيارة الإسعاف المستخدمة بكثافة خارج الخدمة"، مضيفةً أن "أكثر من 20 ألف شخص هربوا من مدينة طفس إلى الأرياف المحيطة بها، خوفاً على أرواحهم".
الوضع في حدود سورية على شفا الانهيار
ويقول مسؤولون في مستشفيات قرب الحدود التركية السورية إن "مستشفياتهم تعرضت للهجوم واكتظت بجرحى إصاباتهم بالغة، جراء غارات جوية روسية. وإن الوضع الصحي بالمنطقة أصبح على شفا الانهيار".
وأفادت (أطباء بلا حدود) الخيرية الفرنسية، التي تدير ست مستشفيات في سورية وتقدم المساعدة لأكثر من 153 منشأة صحية في مختلف أنحاء البلاد، أن "المسعفين في المنطقة أُجبروا على النزوح للنجاة بأرواحهم".
وقالت مديرة مهمة المنظمة في سورية موسكيلدا زانكادا إنّ "منطقة أعزاز شهدت أحد أشد موجات القصف في هذه الحرب... ومرة أخرى نشهد حصاراً للمنشآت الصحية" في إشارة للمنطقة المحيطة بالمعبر الحدودي الرئيسي، شمالي حلب، حيث وصل عشرات الآلاف من المدنيين خلال الأيام الماضية.
وأضافت زانكادا "نشعر بقلق بالغ من الموقف في جنوب هذه المنطقة، حيث تجبر الطواقم الطبية على الفرار خوفاً على حياتهم. وأُغلقت المستشفيات بشكل كامل... أو أصبحت غير قادرة إلا على تقديم خدمات طوارئ محدودة".
ولفتت إلى أن "أربعة فقط من تسعة مستشفيات في أعزاز هي التي تعمل"، مطالبة بإيقاف "الهجمات على المنشآت الطبية".
*الصورة: لاجئون سوريون فروا من حلب تجاه معبر باب السلام التركي/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659