بقلم حسن عبّاس:
أكّد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اليوم أن الحلف سيرسل سفناً حربية إلى بحر إيجه لمساعدة تركيا واليونان على مكافحة الشبكات الإجرامية التي تقوم بتهريب المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا.
مكافحة "عصابة إجرامية"
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في مؤتمر صحافي "هنالك عصابة إجرامية تستغل هؤلاء المساكين وهذه عملية تهريب منظمة". واعتبر أن مكافحة شبكات التهريب "هو الطريق الذي يمكن من خلاله إحداث أكبر تأثير".
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين "من المهم لنا الآن أن نتحرك بسرعة"، مضيفةً أن مشاركة الحلف يجب أن تهدف إلى ردع المهرّبين.
وقد ناقش الوزراء هذه الخطوة خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بروكسل. وكان محور النقاش كيفية مساعدة أوروبا على مواجهة أسوأ أزمة لاجئين تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد طلبت برلين وأنقرة وأثينا رسمياً من شركائها في حلف شمال الأطلسي وضع "آلية مراقبة في بحر إيجه" بهدف تحديد "رؤية واضحة للوضع على الساحل التركي" حيث تتزايد أنشطة مهربي المهاجرين، وذلك عبر تقاسم المعلومات، بحسب ما أفاد مصدر حكومي ألماني.
وقال وزير الدفاع الأميركي إنّ "هذه الدول الثلاث أكدت ضرورة تحرك حلف الأطلسي سريعاً. والولايات المتحدة موافقة تماماً على ذلك لأن أرواح بشر هي على المحك".
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد قالت قبل أيام، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إنّ أنقرة وبرلين ستطلبان، خلال اجتماع حلف الأطلسي، مساعدة لمواجهة مهربي اللاجئين على طول السواحل التركية.
وأضافت "نستفيد من فرصة لقاء وزراء دفاع حلف الأطلسي لبحث الاحتمالات، وبأي شكل يمكن للحلف أن يساعد في مجال مراقبة البحر لدعم عمل فرونتكس (الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود) وخفر السواحل الأتراك".
ومن جانبه، أكد داود أوغلو اتفاقه مع ميركل على "التعاون بشكل أفضل" في مكافحة شبكات المهربين وتسهيل عمل "فرونتكس".
الفكرة مبدئية
وحتى الآن لا تزال الفكرة مبدئية، وسيناقش جنرالات الحلف لاحقاً تفاصيل الخطة المناسبة لتحقيق الهدف المنشود. ومن المرجح أن تستخدم الدول الأعضاء سفناً حربية للتعاون مع حرس السواحل التركي واليوناني ووكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود "فرونتكس".
وقد وصل إلى أوروبا خلال العام الماضي أكثر من مليون لاجئ. ولمواجهة هذا الزحف، عقد الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع تركيا حصلت بمقتضاه على ثلاثة مليارات يورو (3.4 مليار دولار) مقابل عملها على منع خروج اللاجئين من سواحلها إلى السواحل اليونانية وتوفير الظروف التي تساعدهم على الاستقرار المؤقت فيها.
وقالت ألمانيا إنّها ستشارك في مهمة حلف شمال الأطلسي مع اليونان وتركيا. كما توقع مصدر في الحكومة الألمانية أن تساهم الدنمارك أيضاً بسفينة.
وتوجد خمس سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي بالقرب من قبرص. وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج إنّ السفن ستبدأ قريباً التحرك إلى بحر إيجه حيث ستكون الحاجة إليها هنالك أكبر.
وقال ديبلوماسيون في الحلف لوكالة "رويترز" إنّه من المرجح نقل المعلومات التي ستُجمع حول مهربي البشر إلى حرس السواحل التركي للسماح له بمكافحة المهربين بفعالية أكبر بدلاً من تحرك الحلف بشكل مباشر ضد المهرّبين.
وستظل السفن اليونانية والتركية في المياه الإقليمية لكل من البلدين نظراً للحساسيات بينهما. وسيتم إعادة أيّ لاجئين تنقذهم سفن حلف شمال الأطلسي إلى تركيا.
الصورة: حاملة طائرات أميركية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659