متابعة علي عبد الأمير:

يكشف الأكاديمي والباحث المتخصص بالجماعات المسلحة، د. هشام الهاشمي، في كتابه "تنظيم داعش من الداخل - ملفات وأبعاد واستراتيجيات"، تفاصيلاً تتعلق بالغطاء الذي يوفره بعض السياسيين العراقيين لمجموعات مسلحة سنية عبر تنسيق مباشر وغير مباشر.

ومن بين تلك المجموعات:

*"الجيش الإسلامي في العراق"، وهو "جماعة سلفية جهادية"، تأسّست عام ٢٠٠٣، معظم قياداتها من "الشيوخ وطلاب العلم على منهج السلف". تؤمن بالمشاركة السياسية (لم يذكر المؤلف ممثلي الحركة من السياسيين أو المقربين إليها)، ولديها مشاركة غير معلنة في الانتخابات العراقية منذ عام ٢٠٠٥ ولغاية الآن. ويتزعمها الشيخ أمين الجنابي.

*"حماس العراق"، وهي "جماعة إخوانية جهادية"، منشقة عن "كتائب ثورة العشرين" الإخوانية بسبب الخلاف على قضية الصحوات والمشاركة السياسية. تأسّست عام ٢٠٠٧، تؤمن بالعمل السياسي، ولديها مشاركات منذ عام ٢٠٠٧، وتدعم "الحزب الإسلامي العراقي". معلوم أن رئيس الحزب هو أياد السامرائي الذي سبق له أن تولى رئاسة البرلمان العراقي، كما أنّ القيادي فيه سليم الجبوري هو رئيس البرلمان ذاته حالياً.

*"الجماعة الإسلامية للمقاومة العراقية" والتي يطلق عليها اسم "جامع" اختصاراً. وهي جماعة إخوانية جهادية، تأسّست عام ٢٠٠٦، وكل قياداتها من ضباط الجيش السابق. وتعتمد الشيخ محمد أحمد الراشد زعيماً شرعياً لها. تؤمن بالعمل السياسي وتدعم التوجه السياسي لنائب رئيس الجمهورية المحكوم بالإعدام الهارب طارق الهاشمي. وهي ممّن شارك في تأسيس الصحوات، ولديها معارك مع تنظيم القاعدة في ديالى، وعضوية في "المجلس السياسي للمقاومة العراقية". يتزعّمها العميد مجيد الزبيدي، وتعمل جنباً إلى جنب مع "حماس العراق".

*"جيش رجال الطريقة النقشبندية"، وهي جماعة جهادية صوفية بعثية تأسّست عام ٢٠٠٨، متناقضة المواقف بشأن العملية السياسية، فهي لا تؤمن بها في العلن، وتدعم في السر قوائم علاوي (المقصود نائب رئيس الجمهورية والسياسي العراقي أياد علاوي) والمطلك (نائب رئيس الوزراء السابق والسياسي صالح المطلك) والكربولي (رئيس جبهة الحل والسياسي جمال الكربولي). وكذلك موقفها من الصحوات متناقض بين العلن والسر. تتخذ من "الشيخ رافع الرفاعي مفتياً شرعياً"، يشرف عليها جناح حزب البعث التابع لعزة الدوري. تتزعم المكاتب الخاصة بمفتي الديار العراقية، وتشرف على مقاتلي القيادة العامة للقوات المسلحة. ولها تفاهمات وتنسيقات ميدانية مع "فصائل التخويل" للشيخ حارث الضاري باسم "المجلس العسكري العام لثوار العراق".

السنة: الخاسر الأكبر؟

وفي حين يبرز الباحث نمو "استراتيجية الأرض لمن يحررها"، فإنّه يرى أن "أكبر الخاسرين هم العرب السنة، إذ لا تزال الحكومة العراقية فاقدة لمهارات في احتواء فصائل السنة، سواء كانوا من الموالاة أم المعارضة. والمصالحة الوطنية لا تزال فاقدة لمعطيات نسج علاقات مع الفصائل السنية الحقيقية، وتبني علاقاتها على ما راكمته من اتصالاتها الحزبية والميول الطائفية، وتتفاعل مع من سبق تجربة فشلهم".

وبالعودة إلى "استراتيجية الأرض لمن يحررها"، فإن الهاشمي ينظر إلى المحرر وهو "الحشد الشعبي الذي ينهج مساراً متدرجاً لبناء نفوذه وسط المناطق المختلطة طائفياً وقومياً وبين السكان المحليين، من أجل إيجاد مقرات وثكنات ثابتة. وهو ترجمة للمنهج المتبع من البيشمركة لمسك الأرض المحررة. ويتميز الحشد الشعبي باعتباره امتداداً طبيعياً لمنهج المقاومة الإسلامية الشيعية في الجهاد القائم على تطهير الأرض من داعش والتطرف السني المعارض للسلطة الشيعية بحيث يتم كسب الأراضي من خلال السيطرة المباشرة عليها عبر القوى الجهادية".

ويخلص الباحث الهاشمي إلى أن "داعش استفاد من الرأي العام السني السلبي في ديالى وجرف الصخر إزاء العمليات العسكرية للحشد الشعبي لزيادة شعبيتها، مع تعزيز فكرة أن الحشد متحالف مع إيران ضد السنة".

الصورة: غلاف كتاب "تنظيم داعش من الداخل- ملفات وأبعاد واستراتيجيات" المقدم من مؤلفه الهاشمي

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة: