بقلم حسن عبّاس:
يستمر القصف التركي لبعض المواقع التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية بهدف إبعاد مقاتليها عن الحدود التركية السورية. وفي ظل هذا الوضع، دعمت ألمانيا إقامة منطقة حظر جوي، وهو أبرز مطلب تركي.
وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الهجمات التي تشنها روسيا والجيش السوري في محافظة حلب. وقالت إنّه سيكون من المفيد لسكان حلب والمنطقة المحيطة بها إقامة منطقة "حظر جوي ما" بالقرب من الحدود التركية، في تكرار لتصريحات مشابهة أدلت بها قبل يومين.
أبرز مطلب تركي
واليوم كرّر نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان المطالبة بما يمكن وصفه بأنه أبرز مطلب تركي في سورية حالياً. وقال إن أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سورية على حدود تركيا الجنوبية تشمل مدينة إعزاز.
وأوضح أقدوغان، في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية التركية، أن "ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل إعزاز بعمق 10 كيلومترات داخل سورية وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات".
وأعزاز هي آخر معقل للمعارضة قبل الحدود التركية وتقع إلى الشمال من مدينة حلب في شمال سورية، وكانت قبل هجوم القوات السورية والقوات الكردية مؤخراً، نقطة هامة على خط مسار الإمدادات القادمة من تركيا إلى قوات المعارضة المسلحة.
وتدعو أنقرة منذ فترة طويلة إلى إقامة منطقة آمنة في شمال سورية. وإضافة إلى أهمية هذه المنطقة استراتيجياً لتركيا كونها ستبقيها على اتصال جغرافي بمجموعات المعارضة السورية، فإن تركيا تستقبل 2.6 مليون لاجئ سوري، وتقول إنّه يمكن استخدام المنطقة الآمنة لإيواء النازحين السوريين دون حاجة إلى انتقالهم إلى الداخل التركي.
ويبدو أن ألمانيا قرّرت الوقوف إلى جانب المطلب التركي لأن أحد هواجسها الأساسية في الفترة الأخيرة هو وقف تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي عبر تركيا.
رفض روسي حاسم
وترفض الولايات المتحدة طلب تركيا إقامة منطقة حظر جوّي في الداخل السوري، كما أنها أدانت القصف التركي للمقاتلين الأكراد.
وكرّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجملة التي يردّدها منذ نحو أسبوع وقال إنه "على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد مساندة تركيا أم المقاتلين الأكراد"، مجدداً تأكيده أن "تركيا لن تقبل أبداً بمعقل كردي على حدودها مع سورية".
ومن الجانب الروسي، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن فرض منطقة حظر طيران في سورية مستحيل دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة.
وعلّق على الاقتراح الألماني بقوله "لا يمكن أن يُتخذ أي قرار بفرض مناطق حظر جوي دون موافقة الدولة المضيفة وقرار من مجلس الأمن الدولي".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "بعض شركائنا ناشدنا حرفياً عدم المساس بممر، هو أقصر قليلاً من مئة كيلومتر على الحدود السورية-التركية حول أعزاز". وتابعت "من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات الإرهابية، من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة، وأيضاً السماح لها بأن تكون ممراً للإرهابيين".
الصورة: مدرّعة تركية على الحدود مع سورية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659