أربيل - بقلم متين أمين:
لعلّ الخسائر التي لحقت بتنظيم داعش على كافة الجبهات أمام الجيش العراقي والقوات الأمنية وقوات البيشمركة في العراق كانت دافعاً لقيادة داعش، وبحسب مسؤول كردي، إلى إصدار بيان يطلب من مسلحيه ترك الموصل والتوجه إلى ليبيا للبدء ببناء خلافته في أفريقيا.
القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني سعيد مموزيني أكّد في حديث لموقع (إرفع صوتك) أنّ التنظيم أصدر بياناً شدّد على ضرورة أن يتوجه قادة داعش البارزين من الأجانب وضباط الجيش العراقي السابق إلى مدينة سرت الخاضعة لهم في ليبيا.
آبار النفط في أفريقيا
وقال مموزيني الذي يتواجد مع قوات البيشمركة في جبهة بعشيقة (شرق الموصل)، "حسب المعلومات التي وصلتنا، أصدر مكتب خليفة داعش أبو بكر البغدادي بياناً لمسلحي التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية، تحدّث خلاله عمّا نفذه التنظيم خلال السنوات الماضية من عمليات في سورية والعراق، واصفاً إياها بالجهاد الصغير. وأشار البيان إلى أن هذه العمليات حققت أهدافها وقدّم التنظيم من أجل هذه الأهداف الكثير من القتلى".
بيان البغدادي، بحسب مموزيني، شدّد على أنّ "سكان العراق وسورية لا يستحقون ما قدمه التنظيم من تضحيات لهم وإن الوقت حان للتوجه إلى ليبيا وأفريقيا".
ولفت المسؤول الكردي إلى أنّه "في الوقت ذاته، أصبحت قواته محاصرة تماماً في هذه المناطق. وإن الوقت حان للتوجه إلى ليبيا وتأسيس ولاية سرت الإسلامية والسيطرة على آبار النفط في أفريقيا، وبالتالي بناء قاعدة عسكرية للهجوم على إيطاليا والدول الأوروبية والأفريقية الأخرى".
وكشف مموزيني أن قيادة التنظيم أرسلت خلال المدة الماضية أكثر من 200 مسلحاً وقيادياً من قيادات التنظيم إلى ليبيا، قائلاً "التنظيم يشدّد على إرسال قادته ومسلحيه من الأجانب والعرب غير العراقيين وضباطاً بعثيين من الجيش العراقي السابق الذين يمثلون الوجوه البارزة في قيادته إلى ليبيا ليؤسسوا قاعدة فيها و يهيئوا الأمور لانتقال الآخرين".
وأضاف أنّ "الوجبة الأولى التي توجهت إلى ليبيا كانت عبارة عن مجموعة من خبراء التنظيم في مجال الأسلحة و المتفجرات".
نقل الأجهزة والحواسيب
وشهدت الموصل خلال الآونة الاخيرة هروب العديد من مسلحي داعش إلى سورية، خاصّة بعد تكثيف طيران التحالف الدولي لغاراته على مواقع التنظيم واستهدافه لقياداته، الخسائر الفادحة التي لحقت به على جبهة الموصل أمام قوات البيشمركة التي تحاصر الموصل من جهاتها الشمالية والشرقية و الغربية، والأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالتنظيم بسبب استهداف مصادر وارداته النفطية من قبل طائرات التحالف.
بدوره، أكّد ناشط مدني من داخل الموصل، فضّل عدم الكشف عن اسمه خشية ملاحقته من قبل داعش، إصدار التنظيم للبيان.
وقال لموقع (إرفع صوتك) "قادة داعش و مسلحوهم، وبأوامر من البغدادي بدأوا يتحضرون للتوجه إلى ليبيا، لكن التنظيم وخلال اليومين الماضيين نقل شاحنات كبيرة من الأجهزة المهمة والحواسيب الموجودة في دوائر الموصل وبنوكها إلى سورية".
وأضاف الناشط أن "مسلحي التنظيم يعيشون حالة ارتباك خاصة بعد ورود أخبار عن اقتراب بدء معركة تحرير الموصل، إضافة إلى أن عدد من الدواعش العراقيين من أهالي الموصل تركوا صفوف داعش وحلقوا لحاهم وعادوا إلى عشائرهم ليختبئوا بينها، بينما أسعدت أخبار اقتراب موعد تحرير المدينة أهالي الموصل".
*الصورة: مقاتلات تابعة للتحالف الدولي ضد داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659