متابعة خالد الغالي:
لطالما اعتبر تويتر موقع التواصل الاجتماعي المفضل لدى مناصري داعش. وبنهاية سنة 2014، كان أنصار التنظيم يمتلكون أكثر من 46 ألف حساباً على هذا الموقع، بحسب ما أفادت به دراسة لمعهد "بروكينغز" الأميركي، نشرت في آذار/مارس من العام الماضي.
لكن يبدو أن التنظيم الإرهابي بدأ يفقد تدريجياً بعض قدراته على هذا الموقع الذي يتجاوز عدد مستخدميه الـ300 مليون مستخدم.
ذلك على الأقل، ما توصلت إليه دراسة جديدة، صدرت اليوم عن برنامج دراسة التطرف بجامعة جورج واشنطن.
وتؤكد الدراسة، التي ركزت على الحسابات الداعمة لداعش باللغة الإنجليزية، أن التنظيم الإرهابي لم يعد بقدرته الاستفادة من تويتر، كما كان يفعل سابقاً.
وعزت الدراسة تراجع استفادة داعش من تويتر، في الأشهر الأخيرة، إلى الحملة الإلكترونية التي تتعرض لها الحسابات المؤيدة له.
وأوضحت الدراسة أن وقف حسابات المستخدمين المرتبطين بالتنظيم الذين يكتبون باللغة الانجليزية، في الفترة من حزيران/يونيو إلى تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي حدّ من نمو التنظيم. وفي بعض الحالات، قضى على قدرة بعض المستخدمين على إرسال الرسائل بأعداد كبيرة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ولم يعد عدد الحسابات المؤيدة لداعش، والتي يمكن للمستخدمين الوصول إليها والتواصل معها بسهولة، يتجاوز الألف. كما أن نشاطاتها صارت معزولة في غالب الأحيان، وتقتصر على التفاعل والتواصل فيما بين أصحابها، كما توضح رويترز نقلاً عن الدراسة.
وتراجعت أيضا وتيرة نشاط هذه الحسابات، فالمعدل اليومي لتغريدات الحساب الواحد قياساً بعمره، تراجع من قرابة 14.5 إلى 5.5.
ويتعرض تويتر لانتقادات شديدة تتهمه بعدم التعامل بالصرامة الكافية مع المضامين المشيدة بالإرهاب.
وفي الشهر الماضي فقط، رفعت زوجة جندي أميركي قتل في العاصمة الأردنية، عمان، دعوى قضائية على الموقع، متهمة إياه بتسهيل نشر دعاية "داعش".
وجاء في شكوى السيدة الأميركية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي يؤكد أن داعش استعمل ببراعة تويتر لدفع أفراد للقيام بهجمات فردية على نطاق صغير ولتنويع مصادر الإرهاب والدعوة للقتل.
لكن تويتر نفى هذه الاتهامات، وردّ قائلاً "التهديد بالعنف وتشجيع الإرهاب لا مكان لهما على تويتر، وعلى جميع شبكات التواصل الاجتماعية. قواعدنا واضحة بهذا الصدد".
وتابع الموقع في بيان له "لدينا فرق في جميع أنحاء العالم تحقق بنشاط دائم في تقارير انتهاكات قواعد الاستخدام وتحدد الانتهاكات. ولدينا شراكات مع منظمات مكافحة التطرف على الإنترنت، ونعمل مع الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون عند الاقتضاء"، كما نقل موقع قناة الحرة.
وأعلن تويتر، قبل أسبوعين، إغلاق أكثر من 125 ألف حساب في النصف الثاني من العام الماضي فقط. أغلبها لها صلة بداعش.
*الصورة: شعار موقع شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659