بقلم علي قيس:

أعلنت وزارة الداخلية العراقية نشوب مواجهات مسلحة بين عشائر في مدينة الفلوجة وعناصر تنظيم داعش. وقال بيان صادر عن الوزارة الجمعة إنّها "تأكّدت أن مواجهات حدثت بين عدد من أفراد عشيرة الجريصات وعناصر الحسبة، التابعين لتنظيم داعش في سوق النزيزة - بقضاء الفلوجة". ولفت البيان إلى أنّ "المواجهات حصلت بالأيدي والسلاح الأبيض وتطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث ساندت عشائر المحامدة والحلابسة عشيرة الجريصات في مواجهة عناصر التنظيم".

وتابع البيان أنّه "تم السيطرة على أجزاء من منطقة حي الجولان وأطرافها من قبل الأهالي. كما تمّ قتل 10 من عناصر داعش وحرق عجلة تابعة لهم، بعدها سيطرت مجاميع داعش على الوضع وتم اعتقال خمسة من أهالي عشيرة الجريصات".

وفي اتصال هاتفي مع أحد أبناء مدينة الفلوجة، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لموقع (إرفع صوتك) إنّ "المواجهات تطورت بعد قيام عدد من أفراد داعش (من أبناء الفلوجة) بقتل رجل من عشيرة الجريصات شمال الفلوجة في حي الجولان قبل ثلاثة أيام، وهو ما أدى لمواجهات جرح على أثرها عدد من عناصر داعش".

وأشار إلى إنّ المشادات الكلامية والاستهداف المتبادل تصاعد بعد تزايد عدد جرحى داعش الواصلين إلى المستشفى ومحاولة اعتقال أبناء العشائر ومنعهم من إدخال جرحاهم إلى المستشفى.

وتابع "تطورت المشكلة، وحاول التنظيم محاصرة المنطقة مستضعفاً أبناء العشيرة التي انتخت لها (هبّت لنجدتها) عشائر أخرى، فحرقوا مقر الحسبة داخل المدينة وانتقلت المواجهات إلى الأحياء الجنوبية وتحديداً حي النزال، حيث أغلقه التنظيم اليوم وفرض حظراً على التجوال ولا نعرف ما الذي يجري داخل الحي تحديداً".

ويحاصر داعش 10 آلاف عائلة داخل مدينة الفلوجة التي تسعى القوات العراقية لاستعادتها من قبضته.

الشباب المنتفض مهدد بالقتل

المتحدث باسم عشائر الكرمة أحمد الجميلي صرّح بدوره أن الفلوجة تشهد "بداية ثورة ضد تنظيم داعش". وقال لموقع (إرفع صوتك) "قبل أكثر من خمسة أيام، وصلتنا معلومات أن هناك شباب ممتعض من قيام التنظيم بمنع العوائل من مغادرة الفلوجة، إضافة إلى تحكمه بالمواد الغذائية. وإثر ذلك تم استهداف نقطة للحسبة ليلة أمس، وهي نقطة تقوم بجمع تبرعات من المواطنين، وتم قتل عدد كبير من عناصرها. كما تم استهداف منزل عسكري فيه قيادات للتنظيم في حي الجولان".

وتابع الجميلي "منذ ليلة أمس، هناك حملة مداهمات قوية في حي الجولان استهدفت عشائر الجريصات والجميلات والبو علوان، لأنّ التنظيم يعتقد أن هذه العشائر قامت بالتخطيط لاستهداف عناصره. وفي حي نزال، استهدف شباب قوة لداعش كانت متوجهة إلى حي الجولان، وقتلت عدداً كبيراً منهم".

وحول الأوضاع الحالية في مدينة الفلوجة، أوضح المتحدث باسم عشائر الكرمة "الآن هناك قناصة وشباب مقاتلين من أبناء العشائر، منتشرين على أسطح البنايات لمنع التنظيم من الدخول الى الحي".

ودعا الجميلي القيادات الامنية إلى دعم الشباب المنتفض في المدينة، محذراً من وقوع مقاتلي العشائر بقبضة التنظيم. وأضاف "هذه الثورة تعتبر صغيرة قياساً إلى حجم وقوة التنظيم في الفلوجة. إذا لم يكن هناك إسناد من القوات الأمنية، سيكون مصيرها الفشل، لأن هؤلاء الشباب لا يستطيعون المقاومة لأكثر من يومين بسبب عدم كفاية الأسلحة والتجهيزات".

ويشار إلى أن القوات الأمنية تفرض طوقاً حول مدينة الفلوجة، لمنع تسلل عناصر التنظيم الذي يسيطر عليها منذ نحو عامين.

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن القيادات الامنية أولت أحداث الفلوجة أهمية في خططها. وقال لموقع (إرفع صوتك) "القيادة العسكرية جادة بتطهير كافة المناطق المغتصبة من قبل التنظيم، ومن ضمنها الفلوجة. لدينا معلومات استخبارية وتخطيط، ولدى القوات المسلحة عمل تقوم به بالتنسيق مع أبناء العشائر في الفلوجة".

*الصورة: الدخان يتصاعد من أحد الأحياء في الفلوجة خلال مواجهات سابقة/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: