متابعة خالد الغالي:

وجّهت روسيا لأول مرة انتقاداً علنياً لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

جاء ذلك في مقابلة صحافية، أدلى بها سفير موسكو لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، لصحيفة "كومرسانت" الروسية، وقال فيها إنّ إعلان بشار الأسد رغبته استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا يتفق مع الرؤية الروسية للوضع في البلاد.

وقال تشوركين "سمعت تصريحات الرئيس الأسد في التلفزيون... بالطبع لا تتماشى مع الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها روسيا... المناقشات تجرى حول وقف لإطلاق النار ووقف للأعمال القتالية في المستقبل المنظور. العمل جار على ذلك"، وفق ما نقلته وكالته رويترز.

وتابع تشوركين، وفق رويترز، "إذا اتخذوا موقفاً بأنهم لا يحتاجون أي وقف لإطلاق النار ويحتاجون لاستمرار القتال إلى النهاية وللانتصار، فإن هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة جداً. ومن المخيف تخيل ذلك".

وذكّر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الرئيس السوري بأن التدخل الجوي لموسكو هو الذي مكّنه من صدّ معارضيه ودفعهم خارج العاصمة دمشق، داعياً إياه إلى الالتزام بمحادثات السلام.

وقال "روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة، سياسياً ودبلوماسياً والآن عسكرياً... وبالتالي نريد، بالطبع، أن يأخذ بشار الأسد هذا بالاعتبار"، كما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح تشوركين أن تصريحاته تعكس "وجهة نظر شخصية".

تصريحات الرئيس السوري

وكان الرئيس السوري بشار الأسد تعهد، الأسبوع الماضي، باستعادة كامل الأراضي سورية.

وقال في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية "سواء كان لدينا استطاعة أو لم تكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردد"، موضحاً أنّه "من غير المنطقي أن نقول أن هناك جزءاً سنتخلى عنه".

لكن تشوركين قلّل من قيمة هذه التصريحات، وقال للصحيفة الروسية "في هذه الحالة، أعتقد أنه يجب ألا يوجهنا ما يقول (الأسد). لكن مع كل احترامي لتصريحات شخص رفيع المنصب مثله، علينا أن يوجهنا ما يفعله في النهاية... إذا ما اتبعت السلطات السورية خطى روسيا لحل هذه الأزمة، فلديهم فرصة للخروج منها مع حفظ كرامتهم"، وفق ما نقلته رويترز.

وتعتبر موسكو الحليف الرئيسي لدمشق. وتشنّ منذ أيلول/سبتمبر الماضي ضربات جوية ضد المعارضة المسلحة التي تطالب بتنحي الأسد. وهي الضربات التي قلبت الموازين لصالح الرئيس السوري في بعض المناطق، ومكنته من استعادة السيطرة على عدد من النقاط التي فقدها سابقاً.

وكانت روسيا ودول عربية وغربية، إضافة إلى أطراف الأزمة السورية، توصلت إلى اتفاق يقضي بـ"وقف الاعمال العدائية" في البلاد خلال أسبوع. لكن المعارك لم تتوقف على الأرض.

وترزح سورية تحت وطأة حرب طاحنة بين الرئيس السوري والمعارضة المسلحة، إضافة إلى وجود جماعات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة، تسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وأدّى النزاع الدائر منذ خمس سنوات إلى مقتل أكثر من 260 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف من اللاجئين.

*الصورة: االسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: