بقلم حسن عبّاس:

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الغارة الأميركية التي استهدفت الأسبوع الماضي معسكراً تدريبياً لداعش في ليبيا حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم يُعدّ على الأرجح لتنفيذه في تونس.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس أن المعسكر الذي دمّرته الغارة "كان يركز على القيام بتدريبات على شن عمليات من قبيل تلك التي شهدناها في تونس".

وكان سلاح الجو الأميركي قد استهدف فجر الجمعة معسكراً لداعش في مدينة صبراتة الليبية التي تقع على بعد 70 كلم غرب العاصمة طرابلس، وأسفرت الغارة عن مقتل 49 شخصاً.

ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن الهدف الرئيسي للغارة كان القضاء على القيادي الميداني التونسي في داعش نور الدين شوشان.

لكن لم يتأكد بعد مقتل شوشان الذي يُعتقد أنه المدبر الرئيسي للهجومين اللذين ضربا تونس العام الماضي في متحف باردو وفي فندق قرب سوسة، مخلفين 60 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وأشار جيف ديفيس إلى يقين البنتاغون "من أن الغارة منعت وقوع مأساة أكبر بهجوم خارجي ما"، وأضاف أنّ "طبيعة التدريب الذي كانوا يقومون به وقرب المعسكر من الحدود التونسية يشيران إلى أن مخططاً كبيراً كان يجري الإعداد له".

وأوضح أن المعسكر كان يضم نحو 60 جهادياً "يتدربون ضمن مجموعات صغيرة منظمة ومنسقة للغاية ومزودين بأسلحة صغيرة".

وكان المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك قد قال بعد وقوع الغارة إن مقاتلي تنظيم داعش الذين جرى استهدافهم "شكلوا تهديداً مباشراً على الولايات المتحدة، وشجعوا على هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائنا".

وأضاف كوك "أوضحنا أننا بحاجة إلى مواجهة داعش". وتابع "سنواصل مواجهتهم لحماية أمننا القومي".

وتقدّر الولايات المتحدة عدد عناصر داعش في ليبيا بـ5000 شخص. ومنذ فترة، صدرت تقارير أشارت إلى انتشار فرق قوات خاصة أميركية وفرنسية وبريطانية في ليبيا، وذلك بهدف جمع المعلومات عن تنظيم داعش ورصد تحركاته.

وتحدث خبراء عن ما أسموه "الخطة ب" قاصدين أن رفض الدول الغربية التدخل على الأرض ضد داعش في ليبيا سيُستعاض عنه بتكثيف العمل الاستخباري مع تنفيذ ضربات جوية.

وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، والتي تتخذ من مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقراً لها، قد أدانت الغارة الأميركية. وأكدت أنها جاءت "من دون أي تنسيق أو مشورة" معها، معتبرة أن "أيّة تدخلات على غرار ما حدث يعتبر انتهاكاً صريحاً وصارخاً لسيادة الدولة الليبية والمواثيق الدولية".

وتسيطر القوات الموالية لهذه الحكومة على غالبية المدن الواقعة شرق ليبيا، في حين تخضع المدن الواقعة غرب البلاد، وبينها صبراتة والعاصمة طرابلس، لسيطرة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".

الصورة: مقاتلات أميركية على متن حاملة الطائرات USS ثيودور روزفلت/ وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: