متابعة علي عبد الأمير:

أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ووزير الدفاع الأميركى الأسبق ليون بانيتا، في واشنطن، إطلاق لجنة تهدف إلى مساعدة الإدارة الأميركية القادمة، فضلاً عن توجيه القادة الأوروبيين حول مواجهة التطرف المتصاعد بين المسلمين.

والمطروح أن تترجم اللجنة جهودها عبر دراسة الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش واقتراح سبل لوقف انتشارها بين الشباب الساخط في المجتمعات الإسلامية.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"عن مسؤولي اللجنة، أنّهم يخططون لإصدار تقرير بحلول نهاية تموز/يوليو ليتزامن مع تسمية الحزبين الجمهوري والديموقراطي لمرشحيهما لانتخابات الرئاسة الأميركية. وهو ما شدد عليه بلير بقوله "بغض النظر عمن سيكون الرئيس القادم، سوف تضطر الإدارة إلى التعامل مع  اللجنة التي ستصدر كتيباً لسياسة عملية ورؤية شاملة للأبعاد المختلفة لهذه القضية".

فهم أعمق للمشكلة

من جهته، يقول بانيتا، الذي قاد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية 2009-2011، إنّ القادة الحكوميين لم يفهموا عمق المشكلة التي أسماها الحركات المتطرفة وانتشارها في المجتمعات الإسلامية حتى الآن، مضيفاً "نحن لم نكن فعّالين جداً على حد سواء في الداخل (الأميركي) والخارج في وضع استراتيجية للحد من جاذبية الأيديولوجيات المتطرفة، ولفهم ما يمكننا القيام به لتقويض هذه الرواية المتطرفة التي تجذب الكثير من المجندين للعنف".

وفيما أصبح الإسلام المتطرف موضوعاً حاضراً في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية، وتحديداً عبر تصريحات نارية من المرشحين، دونالد ترامب وتيد كروز، يعبر بانيتا عن أسفه عما وصفه بـ"الحلول المبسطة" التي عرضها المرشحون. ويشدّد على ضرورة أن يتوسع النقاش، قائلاً "الحقيقة هي أنّ هذا التهديد (التطرف الإسلامي) يشكل خطراً واضحاً وقائماً، لذا فهو يتطلب نهجاً شاملاً وأكثر عمقاً بكثير". بينما يقول بلير إنّ "خطط الجمهوريين في التصدي لداعش عبر حملات قصف واسعة غير حكيمة"، مشدداً على أن "أي شيء ينتهي باستعداء جزء كبير من العالم الإسلامي يأتي بنتائج عكسية. لذلك دعونا نكون واضحين: نحن بحاجة إلى الحلفاء المسلمين في هذه الحرب، وهم حلفاؤنا. كما أنهم أكبر ضحايا هذا الإرهاب".

ويوضح الوزير السابق، بانيتا، "سواء كانت الإدارة الأميركية جمهورية أم ديموقراطية، أعتقد أن الكثير من الاستجابة لتهديد الإرهاب قد استند فقط إلى معالجة الأزمة في لحظتها الراهنة". وأضاف بانيتا، الذي انتقد قيادة الرئيس أوباما في السياسة الخارجية، "ما لم نقم به هو النظر إلى الصورة الأكبر للتطرف العنيف ومحاولة فهم أسبابه الجذرية".

وستتولى، شانون غرين، الإدارة التنفيذية للجنة الجديدة. وهي مسؤولة سابقة في إدارة أوباما، وعملت في مجلس الأمن القومي ووكالة التنمية الدولية الأميركية، وتولت مبادرة حقوق الإنسان في معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية الأميركي.

وسوف تشرك اللجنة أعضاء أكاديميين ومسؤولين حكوميين سابقين وعدد من القادة بمجال التكنولوجيا في إدارتها، بما في ذلك رئيس شركة "مايكروسوفت" براد سميث، والمستشار العام لشركة "غوغل" كينت ووكر، حيث بات الحديث منتشراً حول ضرورة مواجهة داعش وغيرها من الجماعات على شبكة الإنترنت، حيث تنشط شبكات تجنيد المتطرفين.

ويجادل بلير، الذي شغل منصب رئيس الوزراء البريطاني خلال هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وتعرض لانتقادات لإشراك قوات بلاده في غزو العراق 2003، حول استخدام مصطلح "صدام الحضارات"، الذي يبدو مفضلاً للمرشح الرئاسي الجمهوري الأميركي ماركو روبيو، لوصف الصراع بين الغرب والحركات المتطرفة الإسلامية، موضحاً "لا أعتقد انها عبارة دقيقة.. غالبية المسلمين يريدون مواجهة تلك الحركات، ويرون أنه وضع مأساوي اختطف فيه دينهم من قبل المتطرفين وواقع يحتّم عليهم التعامل معه ومواجهته".

الصورة: مقاتلات أميركية على متن حاملة الطائرات USS ثيودور روزفلت، قبل انطلاقها في عمليات تستهدف داعش/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: