بقلم علي قيس: 

أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التقارير الهندسية تشير إلى حاجة سد الموصل، للمزيد من الإصلاحات المهمة، للحفاظ على عمليات تشغيله وصيانته، وذكر البيان أن "الحكومة العراقية بدأت استعداداتها لترميم السدّ وضمان ديمومة التشغيل الآمن له".

كما تضمّن البيان "دليلاً إرشادياً" حول الإجراءات التي على المواطنين اتخاذها في حال انهيار السد، وهو ما أثار مخاوف لدى مراقبين من تصاعد خطر انهياره.

وأكّدت عضوة مجلس النواب عن محافظة نينوى نورا سالم أن تصاعد خطر انهيار السد أمر وارد، بسبب إقبال موسم ذوبان الثلوج، وقالت لموقع (إرفع صوتك) "لا يمكن التغاضي عن خطر انهيار السد، خصوصاً وأنه في الشهرين المقبلين سيكون هناك ذوبان للثلوج وارتفاع لمناسب المياه، كما عمدت وزارة الموارد المائية منذ شهرين الى تفريغ جزئي لمياه السد، للسيطرة على كمية المياه المخزونة فيه، لكن ذلك غير كاف".

وأضافت سالم أن "الأجهزة التي وضعها خبراء أميركيون لمراقبة التشققات التي يتعرض لها سد الموصل هي أكثر حساسية وتطوراً في هذا المجال، وتقارير هذه الأجهزة تحذر من خطر انهياره. لذا على الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات أكثر جدية لتلافي هذا الخطر، حتى لو احتاج الأمر التوجه إلى المجتمع الدولي للاستفادة من الخبرات العالمية".

ولفتت النائبة عن نينوى إلى أن تخوفات أبناء المحافظة من انهيار السد تزايدت في الآونة الأخيرة.

وتسعى الحكومة العراقية منذ اكتمال بناء السد في عام 1984 إلى تدعيم أساساته بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء، لكن موضوع الصيانة تعرض إلى نقص بعد سيطرة تنظيم داعش عليه لفترة وجيزة في عام 2014. وهذا ما أدى إلى إضعاف بنيته.

في هذه الأثناء شهدت العاصمة بغداد ارتفاعاً ملحوظاً لمنسوب مياه نهر دجلة، ما تسبب بغرق المناطق المحاذية للنهر. وأظهرت لقطات مأخوذة من تقارير متلفزة غرق مدينة الألعاب في منطقة الأعظمية بسبب تصاعد منسوب المياه.

منسوب مياه السد ما زال آمنا

وفي سياق متصل، قلل الخبير في وزارة الموارد المائية عون ذياب من احتمالية انهيار السد، وقال لـ(راديو سوا) إن "حالة السد مستقرة، ولا تدعو إلى القلق، لأن الوزارة عملت على تخفيض منسوب المياه إلى المنسوب الآمن، الذي هو تقريبا 306 متر فوق مستوى سطح البحر، في حين أن الحد الأعلى للمنسوب الآمن الذي أوصى به خبراء السدود العالمية هو 319 متر. لذلك لدينا مجال خزني كبير للمنسوب الآمن".

واعتبر عون بيان الحكومة أنه جاء لتوعية المواطنين فقط، موضحاً "توعية الناس لمخاطر انهيار سد الموصل أتت متأخرة، رغم عدم وجود مستجدات في موضوع السد. هناك الكثير من الساكنين بقرب مجرى نهر دجلة، لذلك يجب أن يثقفوا بالإجراءات السريعة، وبيان الحكومة مجرد توعية للمواطنين".

وأكد الخبير في وزارة الموارد المائية، أن ملاكات صيانة السد تعمل على مدى اليوم. وأضاف أن "الجانب المهم من الموضوع وجود متحسسات نصبت في أماكن متعددة من السد، بالتعاون مع فيلق المهندسين في الجيش الأميركي لمراقبة السد على مدى اليوم ومعرفة إذا كانت هناك حاجة لزيادة الحقن في أماكن معينة. وهناك الآن حوالي 12 ماكنة حقن، تعمل بمعدل 24 ساعة في اليوم".

الصورة الرئيسية: جانب من سد الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: