بقلم حسن عبّاس:

لا تزال الهدنة في سورية مستمرة ولم يعلن أحد عن وفاتها برغم تسجيل خروقات في اليومين الماضيين. وفي ظل هذه الأجواء اتهمت الحكومة السورية السعودية بالسعي إلى إفشال الهدنة بسبب تلويحها بخطة "ب".

ودخل اتفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ في أولى ساعات السبت، وشهدت المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق هدوءً غير مسبوق برغم تسجيل خروقات محدودة في مناطق عدّة.

الهدنة تترنّح

وكان أسعد الزعبي، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية وتدعمها الرياض، قد قال إن الهدنة "انهارت قبل أن تبدأ." وأضاف "نحن لسنا أمام خرق للهدنة. نحن أمام إلغاء كامل للهدنة".

لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكّد أن اتفاق وقف الأعمال القتالية صامد بشكل عام "على الرغم من وقوع بعض الحوادث".

والبارحة، أعنت الهيئة العليا للمفاوضات عن رصدها 15 انتهاكاً من قبل قوات النظام وحلفائها في اليوم الأول من وقف الأعمال العدائية. كما تحدث الإعلام الرسمي السوري عن إطلاق مسلحي المعارضة عشرات قذائف المورتر في محافظة اللاذقية يوم الأحد. ونفى المسلحون في المنطقة هذه التقارير.

من جانب آخر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو "تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة."

فيما لفت المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن "طريق الالتزام بوقف إطلاق النار لن يكون سهلاً"، مضيفاً "لكن في الوقت نفسه كان هاماً للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. والعملية مستمرة".

قلق من حشود عسكرية

من ناحية أخرى، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية.

واعتبر أن أيّ تدخل عسكري لأنقرة سيكون "ضربة قاصمة" لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية. وأضاف "مع الأسف لم يتخلَّ زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود".

في المقابل، أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج قلق الحلف من الحشد العسكري الروسي في سورية. وقال "نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سورية بقوات برية وقوات بحرية في شرق المتوسط وقوات جوية تشن ضربات".

لكن ستولتنبرج تحدث عن بعض التطورات المشجعة التي تدلّ على تماسك وقف إطلاق النار "بدرجة كبيرة"، على الرغم من التقارير عن انتهاكات للاتفاق.

الخطة "ب" السعودية

واتهمت الحكومة السورية وزير خارجية السعودية بمحاولة إفشال اتفاق وقف الأعمال القتالية باقتراحه خطة بديلة في حال فشل الاتفاق.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال إن الحكومة السورية وحليفتها روسيا انتهكتا الهدنة وستكون هنالك خطة بديلة إذا اتضح أن دمشق وحلفاءها غير جادين بشأن وقف القتال.

ولم يورد الجبير تفاصيل عن ما يقصده بالخطة البديلة، علماً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان أول من تحدث عن خطة بديلة في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية.

ونقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر من وزارة الخارجية السورية قوله إن "ما يردده عادل الجبير... وحديثه عن وجود خطة (ب) إزاء التطورات الراهنة في سورية هو مجرد وهم في ذهن نظام بني سعود".

وأضاف المصدر أن "تصريحات الجبير تمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2268"، واصفاً إيّاها بأنها "محاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية".

الصورة: قوات نظامية سورية قرب حلب/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: