بقلم حسن عبّاس:
أبلغ طبيب شرعي مصري المحققين أن التشريح الذي أجراه لجثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني أظهر أنه تعرض للاستجواب على مدى فترة تصل إلى سبعة أيام قبل مقتله.
ونقلت وكالة "رويترز" هذه المعلومات عن مصدرين في النيابة العامة المصرية، وعلّقت أن "ما كشف عنه الطبيب يُعدّ أقوى مؤشر حتى الآن على أن ريجيني قُتل على أيدي بعض رجال أجهزة الأمن المصرية لأنه يشير إلى أساليب في الاستجواب تقول جماعات حقوقية إنها طابع مميز للأجهزة الأمنية مثل الحرق بالسجائر وعلى فترات متباعدة على مدى عدّة أيام".
قضية ريجيني
وكان ريجيني، 28 عاماً، قد اختفى في 25 كانون الثاني/يناير الماضي في الذكرى السنوية الخامسة للثورة المصرية.
وقالت صحيفة إيل مانيفستو الإيطالية إن ريجيني كتب عدّة مقالات انتقد فيها الحكومة المصرية ونشرتها الصحيفة.
وعُثر على جثة ريجيني في الثالث من شباط/فبراير الماضي ملقاة على جانب الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية. وكان الطالب الإيطالي يحضّر رسالة دكتوراه في جامعة كمبردج تتناول صعود نجم النقابات العمالية المستقلة في أعقاب الثورة المصرية.
وقال مسؤولون في الطب الشرعي والنيابة العامة إن الجثة ظهرت عليها آثار تعذيب وحرق بالسجائر وإنه قتل بضربة بآلة حادة على مؤخرة رأسه.
وذكر أحد المحققين أن الطبيب قال أيضاً في تقريره أن تشريح الجثة أظهر عدداً من الإصابات في وقت واحد. كما أن هنالك عدداً آخر من الإصابات حدثت في وقت لاحق.
وأشار إلى أن الإصابات والجروح والكسور تمّت في أوقات مختلفة في مدة تراوحت بين خمسة وسبعة أيام.
جديد التحقيقات
وقال المصدران في النيابة العامة إن الطبيب هشام عبد الحميد، مدير مصلحة الطب الشرعي، أوضح ما كشف عنه تشريح الجثة رداً على ما وجّهه إليه مسؤولو النيابة العامة من استفسارات الأسبوع الماضي.
وقال محقق في النيابة طلب عدم ذكر اسمه "استدعينا الطبيب الشرعي هشام عبد الحميد للحضور أمام النيابة العامة لسؤاله حول التقرير الشرعي والصفة التشريحية التي أجراها الطبيب واثنان من زملائه لجثة الطالب".
وأشار إلى أن "عبد الحميد قال في التحقيقات إن الإصابات والجروح الموجودة بالجثة وقعت على فترات زمنية مختلفة تتراوح من بين 10 و14 ساعة بين كل جرح والآخر. وهذا معناه أن المتهمين كانوا يستجوبونه على فترات مختلفة من أجل إجباره على إعطائهم معلومات عن شيءٍ ما".
وأكد مصدر في مصلحة الطب الشرعي أن الدكتور عبد الحميد هو الذي توجّه إلى النيابة للرد على أسئلتها.
أزمة بين إيطاليا ومصر
وأعادت هذه القضية تسليط الضوء على اتهامات توجّه للشرطة المصرية أنها تستعمل أساليب وحشية.
وتتهم جماعات حقوقية الشرطة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المصريين منذ أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 2013.
وسبق أن نفت وزارة الداخلية اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن من الدوافع المحتملة لقتلة ريجيني نشاطاً إجرامياً أو رغبة في الانتقام "لأسباب خاصة".
وتسببت القضية في إثارة توترات بين مصر وإيطاليا. وقالت إيطاليا إن على المحققين المصريين أن يسلّموا ما لديهم من أدلّة كشفت عنها تحقيقاتهم في مقتل ريجيني. ودعت مصر محققين إيطاليين للمشاركة في التحقيق، لكن مصادر قضائية في روما تقول إن التعاون بين الجانبين محدود لأنهما لا يتبادلان معلومات كافية.
وتقول المصادر القضائية الإيطالية إن فريقاً إيطالياً في القاهرة لم يتلقَّ أيّة معلومات ذات قيمة من الجانب المصري.
وقال مصدر قضائي إيطالي لرويترز "لم يعطونا شيئاً". وكان من المقرر تقديم التفاصيل الكاملة عن التشريح الذي أجري للجثة في إيطاليا للمحققين يوم الاثنين.
وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو إن تشريحاً ثانياً لجثة ريجيني في إيطاليا كشف عن "شيء غير إنساني. شيء حيواني"، دون الخوض في التفاصيل.
الصورة: متضامنون مصريون وإيطاليون أمام السفارة الإيطالية بالقاهرة/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659