صنعاء - بقلم غمدان الدقيمي:
في تطور لافت، استهدف طيران التحالف العربي مساء الثلاثاء مستودعات أسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، شرقي مدينة المكلا، التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع نيسان/أبريل 2015. وهذا هو الهجوم الأول من نوعه الذي أكده المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري.
وقال عسيري في تصريحات صحافية الثلاثاء إن “التحالف لا يفرق بين قوات الرئيس السابق علي صالح، وتنظيم القاعدة، وجماعة الحوثي“، في إشارة إلى تَوسيعِ التحالف للمعركة مع الجماعات التي تعيق سلطات الرئيس هادي.
وبعد ذلك بساعات اغتال مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة عيضة الدقيل، العقيد في الجيش التابع للحكومة المعترف بها دولياً، أمام منزله بمدينة القطن شمالي حضرموت الشرقية كبرى محافظات البلاد.
كما تم اغتيال عضو البرلمان اليمني، عبدالله أهيف، برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، في مدينة زبيد جنوبي محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي البلاد.
وواصلت اليوم الاربعاء مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غاراتها الجوية مستهدفة معسكرات ومواقع متفرقة تابعة لجماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وصعدة ولحج ومأرب.
اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي
من جهة أخرى، اتهم الرئيس اليمني المعترف به دولياً، عبد ربه منصور هادي، الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتسليم المدن لتنظيم القاعدة، وإدارة العمليات الانتحارية لتنظيم داعش في البلاد.
واتهم هادي في حوار مع صحيفة “عكاظ السعودية” نشرته الأربعاء، صالح بالتواطؤ مع الحوثيين خلال الحروب الستة التي شنها ضد الجماعة خلال الأعوام (2004- 2009)، قائلاً “حروب علي صالح الستة مع الحوثيين كانت كذب وكان يرسل 10 قاطرات ذخيرة لعلي محسن (قائد الفرقة المدرعة الأولى سابقاً) و12 قاطرة للحوثيين“.
وقال هادي إن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وافق على انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي من دون صالح والحوثيين.
وأضاف “نحن نسير على نظرية “نابليون” في التطويق والحصار... تمت السيطرة على ميدي التي كانت بيد الحوثيين وحينما نستعيد تعز والحديدة ستسقط صنعاء“.
من جهة أخرى، قال هادي خلال لقائه أمس في مقر إقامته بالرياض السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولير، إنه وحكومته “دعاة سلام“، مضيفاً أن “الشعب اليمني يدافع عن نفسه في مواجهة مليشيا انقلابية“، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية.
فيما جدد سفير الولايات المتحدة الامريكية وقوف بلاده إلى جانب أمن واستقرار ووحدة اليمن، ودعمها لجهود الرئيس الشرعي لإخراج البلد من وضعه الراهن.
تراجع التحالف بحجة
في الأثناء تراجعت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم لحكومة الرئيس هادي، إلى عمق أراضيها بعد ساعات قليلة من سيطرتها على مبنى جمرك منفذ الطوال- حرض بمحافظة حجة الحدودية مع المملكة.
مصادر محلية خاصّة قالت لموقع (إرفع صوتك) إنّ قوات التحالف بمشاركة وحدات عسكرية حكومية، انسحبت من المواقع التي سيطرت عليها مساء الثلاثاء نتيجة القصف المدفعي والصاروخي العنيف من جانب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح على مواقعهم.
وأفادت المصادر أنّ قصفاً متقطعاً بين الطرفين استمر حتى ساعة كتابة هذا التقرير، على طول الشريط الحدودي بين البلدين، فيما كثفت طائرات التحالف غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين وحلفائهم مستهدفة مزارع الجر في عبس، ومحطة وقود، والتي نتج عنها عدد من الإصابات في صفوف الحوثيين.
وقال رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين في محافظة حجة هلال الصوفي، لموقع (إرفع صوتك)، "إنّ مواجهات متقطعة ما زالت تدور في مساحة ضيقة جداً في خط ميدي الساحلي، نافياً أي تقدم لقوات التحالف، قائلاً “كل الجبهات تشهد مواجهات متقطعة في عبس وميدي والطوال“.
وفي محافظة مأرب اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة لقوات التحالف صاروخ بالستيا أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة مأرب، وفقاً لمصادر إعلامية موالية للحكومة اليمنية.
من جانبهم، أعلن الحوثيون أن قواتهم الصاروخية أطلقت صاروخا بالستيا فجر اليوم الأربعاء أصاب هدفه في معسكر “تداوين” الخاضع لسيطرة حلفاء الحكومة بمحافظة مأرب، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الخاضعة لسيطرة الجماعة في العاصمة صنعاء.
لكن مدير مركز سبأ الاعلامي الموالي للحكومة، وليد الراجحي، نفى لموقع (إرفع صوتك) هذه الأنباء، مؤكداً أن الدفاعات الجوية دمرت الصاروخ الذي أُطلق من محافظة البيضاء (وسط اليمن)، في الجهة الشمالية في سماء المدينة.
*الصور من تفجير إرهابي سابق في اليمن/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659