بقلم حسن عبّاس:

قرّر مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية". وأكّد الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني أن المجلس اتخذ موقفاً جماعياً بهذا الخصوص.

قرار جماعي

وفي بيان نشره الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي على الإنترنت، اليوم، قال الزياني "نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة".

واتهم الزياني حزب الله بارتكاب أعمال عدائية ضد دول مجلس التعاون تتضمن "تجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف".

وقال بيان المجلس إن الدول الأعضاء "تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي".

خلفيات القرار

منذ فترة، تكثّف دول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على حزب الله اللبناني وعلى الحكومة اللبنانية التي يتمثّل فيها حزب الله بوزراء.

وتأتي هذه الضغوط في إطار الصراع على النفوذ في الشرق الأوسط بين إيران والسعودية، وفي إطار سعي السعودية إلى مواجهة النفوذ المتزايد لحزب الله في لبنان وفي سورية حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.

وفي آخر فصول هذه الضغوط، علّقت السعودية الشهر الماضي مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني. وربطت المملكة بين هذا القرار وبين ما اعتبرته رفض لبنان إدانة الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران وبعثتها القنصلية في مدينة مشهد.

ورفض لبنان التوقيع على بيانين في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي أدانا هذه الاعتداءات وذلك بسبب ربطهما بين حزب الله والإرهاب.

وعلى هذه الخلفية، أصدر مجلس الوزراء السعودي بياناً قال فيه إن "المملكة تقابَل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظلّ مصادرة ما يسمّى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة... فضلاً عن المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها ما يسمّى حزب الله في لبنان ضد المملكة العربية السعودية وما يمارسه من إرهاب في حقّ الأمة العربية والإسلامية".

كما دعت السعودية رعاياها إلى عدم زيارة لبنان وطلبت من رعاياها الموجودين في لبنان مغادرته. وتبعتها في ذلك دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد فرضت عقوبات على أعضاء في حزب الله في عام 2013 رداً على تدخله في الحرب الأهلية السورية. وتلا ذلك اعتبار دول خليجية منفردة منها السعودية والإمارات والبحرين حزب الله جماعة إرهابية.

ورداً على هذه القرارات، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن السعودية أوقفت الهبة لأن لديها أزمة مالية، مضيفاً أنها استغلت المشكلة مع حزبه لتعلن قرارها ولتحمّله المسؤولية عن ذلك.

واعتبر نصر الله أن السعودية غاضبة من لبنان منذ عام 2005، وتخوض حرباً ضد حزبه متابعاً "لم نفتح المشكلة معها، وسكتنا على كل التجاوزات من تزوير وتلفيق وأعمال أمنية لمدة 11 سنة، وهي فعلت كل ما تقدر عليه في حربها".

كما اتهم السعودية بتأجيج الصراع السنّي الشيعي في المنطقة وبإرسال السيارات المفخخة إلى العراق ولبنان.

الصورة: اجتماع لمجلس التعاون الخليجي/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: