صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
حذر المبعوث الأُممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن وتزايد نشاط وخطر الجماعات الإرهابية والمتطرفة . بينما أشار مندوب اليمن في الأمم المتحدة، خالد اليماني، إلى شبح مجاعة يهدّد بلاده.
واستمع مجلس الأمن، في جلسته الخاصة التي عقدها ليلة الخميس، إلى تطورات الوضع الإنساني في اليمنعبر الأقمار الاصطناعية، لإحاطة المبعوث الأُممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حول نتائج مشاوراته مع أطراف الصراع اليمنية والقوى الدولية، فضلاً عن كلمة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وقال الشيخ أحمد "في عدن يقوم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، وكذلك ما يسمي فرع أبين وعدن التابع لتنظيم داعش، والميليشيات المحلية، بشن هجمات متكررة”. ودعا المجلس أطراف الأزمة في اليمن إلى استئناف مشاورات الحل السياسي، معرباً عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وكان ولد الشيخ دعا مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على أطراف الأزمة في اليمن لاستئناف مشاورات الحل السياسي، معرباً عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، ستيفن أوبراين، "أدعو المجلس للضغط من أجل هدنة إنسانية، ومواصلة الحل السياسي”، متهماً جماعة الحوثيين بفرض مزيدِ من القيود أمام تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
الحوثيون: لا نصد التهدئة
وقال القيادي البارز في جماعة الحوثيين، ابراهيم العبيدي، لموقع (إرفع صوتك) “لا يوجد أي صد من جانب أنصار الله (الحوثيين) بشأن أي دعوات للتفاوض والتهدئة".
ونفى العبيدي الاتهامات الموجهة لجماعته بشأن فرض قيود أمام تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، قائلاً "لا توجد شواهد ولا أدلة. هناك جماعات من الجانب الآخر تنتحل صفة الجيش واللجان الشعبية (التابعة للحوثيين) وهي قبائل تابعة للمرتزقة بغرض التشويه".
الحسم العسكري هو الحل؟
وإذ رحبت الأطراف المتصارعة بهذه الدعوة مبدئياً، قلل مراقبون من إمكانية نجاح الجهود الدولية والأممية لاستئناف مباحثات السلام.
وقال الدكتور نبيل الشرجبي، أستاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات والصراعات في جامعة الحديدة، لموقع (إرفع صوتك) “لا أعتقد أنّه تتوفر إمكانية للحوار حالياً. ولا أعتقد أن الأطراف الدولية ستمارس ضغوطاً على الأطراف اليمنية، لأن القوى العظمى، تحديداً أميركا وروسيا لديها مشاغلها وأسبابها الخاصة”.
وأضاف الشرجبي "الحسم العسكري سيكون هو الأقرب لجعل طرف يفرض على الأخر القبول بالحوار، وليس الدول ولا الأمم المتحدة. وأقصد هنا زيادة رقعة مساحة تحرير الأرض من يد الحوثيين وليس الحسم العسكري الكامل رغم ضعف الحوثيين مؤخراً".
اليماني: الحكومة ملتزمة بالحوار الجاد
وفي كلمته أمام المجلس جدد اليماني، التزام حكومته المعترف بها دولياً بالذهاب إلى حوار جاد في أي مكان، من أجل السلام، متهماً الحوثيين وقوات الرئيس السابق "باستخدام التجويع والحصار لقتل الشعب ونهب قوافل المساعدات والتربح منها ومواصلة تجنيد الأطفال".
اليماني حذر من شبح مجاعة يتهدد ملايين اليمنيين، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية عدم تسمية الطرف المسؤول عن تعطيل المساعدات ونهبها.
وتقول الأمم المتحدة إن 21 مليون يمني (ما يعادل 80 في المئة من إجمالي عدد السكان) بحاجة للمساعدة العاجلة، فيما يعاني أكثر من 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينهم سبعة ملايين وستمائة ألف يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي.
ولم تنجح حتى الآن جهود إسماعيل ولد الشيخ في إقناع أطراف النزاع لعقد جولة مشاورات جديدة، حيث تم تأجيلها مراراً منذ منتصف كانون الثاني/يناير الماضي نتيجةَ للتصعيد الميداني غير المسبوق.
*الصورة: مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659