متابعة خالد الغالي:
نجحت الهدنة في سورية، رغم هشاشتها، في التخفيف من حجم أخبار القتل والدمار القادم من بلاد الشام. في المقابل، ارتقى موضوع مصير الرئيس بشار الأسد إلى صدارة الأخبار المتعلقة بالملف السوري.
أما على الأرض، فنجح مقاتلو المعارضة السورية، الجمعة، في السيطرة على معبر حدودي وطردوا مسلحي داعش منه.
وتمكن داعش، منتصف العام الماضي، من السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق، الذي يقع أيضا بالقرب من الحدود السورية الأردنية، بعد معارك مع قوات الحكومة السورية.
ودخل مسلحو المعارضة السورية عبر الحدود الأردنية، ليسيطروا على المعبر. في المقابل، ما زال التنظيم المتشدد يحكم قبضته على معبر البوكمال بين سورية والعراق.
رحيل الأسد
سياسيا، عاد موضوع مصير الرئيس الأسد خلال المرحلة المقبلة، ليتصدر تصريحات المسؤولين الدوليين، في وقت تبحث فيه الأمم المتحدة عن حلول لاستئناف المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري.
آخر التصريحات، صدرت السبت، عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي شدد على ضرورة رحيل الأسد في أسرع وقت.
وقال الجبير على هامش زيارته لفرنسا "بالنسبة لنا الأمر واضح جدا.. يجب أن يكون (رحيل الأسد) في بداية العملية وليس في نهاية العملية. لن يستغرق الأمر 18 شهرا"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تصريحا عن الجبير يقول فيه "مواقف المملكة وفرنسا... تؤكد وجوب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لاستئناف أو البدء في العملية السياسية للوصول إلى الانتقال في السلطة بسورية بموجب مبادئ إعلان جنيف 2، وتكون هناك سورية لا مستقبل لبشار الأسد فيها".
أما المبعوث الأممي في الملف السوري ستافان دي ميستورا، فنأى بنفسه عن تحديد موقف واضح، مكتفيا بالتصريح أن مصير الأسد يعود إلى الشعب السوري.
وقال دي ميستورا "ألا يمكننا أن نترك السوريين ليقرروا ذلك في الواقع؟ لماذا يجب أن نقول مسبقا ما يجب أن يقوله السوريون طالما أن لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟"، كما نقلت ذلك وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب رد الجمعة في مؤتمر صحافي من باريس قائلا "أجندة المفاوضات واضحة وهي مستندة إلى بيان جنيف 1 ... لذا لا دور لبشار الأسد وزمرته بدءا من المرحلة الانتقالية"، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وبدورها، اختلفت تصريحات قادة الدول الأوربية، على هامش مؤتمر عقده زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا عبر الهاتف.
وقال الكرملين إن قرار دمشق إجراء انتخابات برلمانية في نيسان/أبريل، "لن يعرقل خطوات بناء عملية السلام"، وهو ما يلمح إلى وجود دعم روسي لبقاء الأسد.
في المقابل، رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة، بالقول إن فكرة إجراء انتخابات في سورية خلال الأشهر المقبلة "استفزازية" و"غير واقعية".
وقال هولاند، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، "الفكرة... ليست مستفزة فحسب، لكنها غير واقعية حقا. وستكون دليلا على عدم وجود مفاوضات ولا نقاشات في الوقت الراهن".
أما الحكومة البريطانية، فأكدت عبر المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن القادة الأوربيين أبلغوا نظيرهم الروسي ضرورة استغلال الهدنة المؤقتة للتوصل إلى اتفاق سلام دائم لا يكون الأسد طرفا فيه.
* الصورة: معبر التنف الحدودي بين العراق وسورية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659