بقلم علي قيس:

توقع مراقبون أن تشهد العلاقات السعودية الإيرانية تحسناً في المرحلة المقبلة. وجاءت تلك التوقعات إثر تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده لا تمانع فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران، إذا غيرت الأخيرة أسلوبها وسياساتها وتوقفت عن التدخل في شؤون الاخرين.

وأضاف الجبير في حديث لصحافيين عقب اختتام اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم من المغرب والأردن في الرياض الأربعاء، أن "لا شيء يمنع من فتح صفحة جديدة مع إيران ‏وبناء أفضل العلاقات معها، مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين".

وأكّد أنّ ‏"العلاقات متدهورة بسبب السياسات الطائفية التي تتبناها إيران، وزرعها خلايا إرهابية في دول المنطقة وتهريب أسلحة إلى دول المنطقة من أجل عمليات التخريب".

وتابع وزير الخارجية السعودي أن "إيران جارة مسلمة ولديها حضارة عظيمة وشعب صديق، لكن السياسات بعد ثورة الخميني (قائد الثورة الإسلامية في إيران) كانت عدائية".

الإصلاحيون يحظون بدعم شعبي

وفي هذا الشأن، أكد المحلل السياسي السعودي أنور العشقي أن هناك متغيرات حدثت في منطقة الشرق الأوسط دفعت الرياض إلى إعلان استعدادها فتح صفحة جديدة من العلاقات مع طهران، أهمها وصول المعتدلين إلى السلطة التشريعية في إيران.

وقال في حديث لموقع (إرفع صوتك) إن "المملكة العربية تشجع هؤلاء المعتدلين على تغيير سياستهم وأن ينخرطوا مع الدول الإسلامية المحبة للأمن والسلام، ولهذا فإن المملكة تعطي لهم فرصة لتمتحن جدية النوايا التي يعقدون العزم عليها".

ورغم أن وصول الإصلاحيين إلى السلطة التشريعية يأتي للمرة الثالثة، إلا أن العشقي توقع نجاحهم هذه المرة في تغيير سياسة إيران تجاه دول المنطقة لأسباب أوضحها بقوله "الإصلاحيون وصلوا إلى السلطة في عهد رافسنجاني وخاتمي، لكن هذه المرة قد ينجحون في تعديل سياسة بلادهم، لأن الشعب الإيراني أصبح مع الإصلاحيين، وهذا دافع كافي لتشجيعهم على ذلك".

وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، مطلع كانون الثاني/يناير، بعد أن هاجم متظاهرون سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد على خلفية إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي باقر النمر.

قرارات الرياض تستهدف سياسة حزب الله

وفي سياق ذي صلة، أعرب المجلس الوزاري الخليجي عن تأييده قرار السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

وأوضح في البيان الختامي للمجلس، في دورته الـ138 برئاسة وزير خارجية المملكة عادل الجبير، في الرياض، أن القرار السعودي جاء على خلفية المواقف الرسمية اللبنانية التي تخرج عن الإجماع العربي في المحافل الدولية، وآخرها عدم إدانة الاعتداء الإيراني على سفارة وقنصلية المملكة في إيران، داعياً الحكومة اللبنانية إلى إعادة لبنان إلى محيطه العربي.

وحول ذلك أكد المحلل السياسي السعودي، أن الرياض أوضحت في بياناتها السابقة أن قراراتها لا تستهدف الشعب اللبناني. وأضاف "لبنان كادت أن توشك على ربيع لبناني، وهذا الربيع سوف يضغط على حزب الله الذي بات في موقف محرج جداً. لذلك فإن المملكة لا تستهدف مقاطعة الشعب اللبناني وإنما سياسة حزب الله التي تقوم بممارسات غير مسؤولة في المنطقة".

*الصورة: وزير الخارجية السعودي عادل الجبير/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: