بقلم علي قيس:
رجّحت أطراف موالية للرئيس السوري بشار الأسد وأخرى معارضة، أن تؤثر تصريحات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية على سير مفاوضات السلام المزمع إجراؤها في جنيف بين 14 و24 آذار/ مارس الجاري.
وقال ستافان دي ميستورا الجمعة، في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية إن مفاوضات السلام المقررة ستتناول "ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جديدة جامعة ودستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة، اعتبارا من موعد بدء المفاوضات"، مضيفاً أن "الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستتم بإشراف الأمم المتحدة".
وتابع مبعوث الأمم المتحدة "آمل أن نتوصل في المرحلة الأولى من المحادثات، إلى تحقيق تقدم على الأقل في المسالة الأولى، المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة جامعة".
وتشهد سورية منذ 27 شباط/فبراير، هدنة دعت إليها روسيا والولايات المتحدة.
دي ميستورا تجاوز مهمته الأساسية
وفي هذا الشأن أكد المحلل السياسي المقرب من الرئيس السوري عفيف دلة، أن تصريح دي ميستورا تجاوز لصلاحياته.
وقال دلة لموقع (إرفع صوتك) "في كثير من الأحيان يتجاوز مهمته الأساسية، وهي أنه مبعوث الأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر وتنسيق الجهود لإيجاد حل سياسي وإطلاق عملية سياسية، ووقف الإرهاب في سورية".
وتوقع دلة أن تؤثر تصريحات دي ميستورا على مفاوضات السلام في جنيف، موضحا "دائما هناك مشكلة في الأولويات، البعض يريد عملية انتقال سياسي دون القضاء على الإرهاب، نحن نتحدث عن أجندة وطنية وليست سياسية، هدف السوريين اليوم هو الخلاص من الإرهاب قبل الانتخابات، لذلك لن يكون هناك نجاح إذا لم تتناول المفاوضات ملف القضاء على الإرهاب".
واستبعد المحلل السياسي السوري إجراء الانتخابات التي أعلن مبعوث الأمم المتحدة عنها بقوله "نحن لا نعوّل على ما يقوله دي ميستورا، الكثير من تصريحاته لم نجدها في الواقع، نحن مقبلون على انتخابات برلمانية يقرر فيها الشعب السوري من يمثله، ونحن ملتزمون بالمسار الدستوري. لا نعوّل على التصريحات بل على الواقع الميداني الذي هو الأساس الذي ينعكس عليه الوضع السياسي".
وكانت الحكومة السورية قد دعت في شباط/فبراير الماضي إلى انتخابات تشريعية في 13 نيسان/ابريل المقبل.
القضية السورية ليست خلافاً شخصياً
بالمقابل اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الكريم بكار، رفض حكومة الأسد لتصريحات مبعوث الأمم المتحدة أمرا طبيعيا، كونه ينافي أهدافها السياسية، متوقعا في حديث لموقع (إرفع صوتك) فشل مفاوضات جنيف، وأردف قائلا "موقف النظام السوري الرافض لتصريحات دي ميستورا منطقي، لأنك تقول له إني أفاوضك على أن تذهب، وهو يريد أن يكون هذا آخر الخيارات. النظام السوري يقول يجب حل الإشكال الأمني وبما أنه جزء من الإشكال الأمني لذلك لن يحل".
وشدد بكار على ضرورة أن تتوجه الجهود نحو تغيير السلطة في سورية، وأضاف "نحن منذ البدء قلنا لا مفاوضات مع النظام السوري إلا على الرحيل، المشكلة لا تقتصر على داعش بل إن النظام جزء منها، القضية ليست خلافاً شخصياً ويحل بالمصالحة، بل هي أكبر بكثير، هناك مئات الآلاف قتلوا خلال السنوات الأخيرة".
*الصورة: مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا / وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659