بقلم حسن عبّاس:

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الصراع الدائر في سورية منذ خمس سنوات أوجد 2.4 مليون طفل لاجئ وتسبّب بمقتل الكثيرين، كما أدى إلى تجنيد أطفال للقتال لا تزيد أعمار بعضهم عن سبع سنوات.

تشرّد أطفال سورية

وقالت "يونيسيف" في تقريرها الصادر بعنوان "لا مكان للأطفال" إن أكثر من ثمانية ملايين طفل في سورية والدول المجاورة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بينما تعاني خطة الاستجابة الدولية للأزمة في سورية من نقص مزمن في التمويل.

وكشف تقرير آخر أصدره يوم الجمعة عدد من منظمات الإغاثة منها أوكسفام أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن 50 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ نيسان/أبريل 2014.

وكشفت "يونيسيف" أن 3.7 مليون طفل ولدوا منذ بدء الصراع أي ثلث إجمالي عدد الأطفال السوريين. ووُلد خارج سورية 306 آلاف طفل سوري. وأشارت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن نحو 70 ألف طفل سوري لاجئ ولدوا في لبنان وحده.

وهناك نحو 2.8 مليون طفل سوري في سورية والدول المجاورة لم يلتحقوا بالمدارس.

وانتقد تقرير منظمات الإغاثة الذي يحمل عنوان "تأجيج النيران" القوى العالمية التي "كثفت عملها العسكري في سورية". وأشار إلى أن "هذه الدول التي يتعيّن عليها أن تقوم بدور رئيسي في إنهاء المعاناة في سورية تسهم بدرجات مختلفة في استمرارها".

ظروف صعبة وتجنيد

وأفاد تقرير "يونيسيف" أن "عدد المحاصرين أو المقيمين في أماكن يصعب الوصول إليها زاد إلى مثلي ما كان عليه في عام 2013"، وأن هنالك 200 ألف طفل يعيشون في مناطق محاصرة ولا تصلهم المساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 450 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في سورية.

وأُبلغ عن حالات موت جوعاً هذا العام في مناطق تحاصرها قوات الحكومة والقوات المتحالفة معها قرب دمشق وفي مناطق يحاصرها مقاتلو تنظيم داعش في شرق البلاد.

والأخطر في تقرير "يونيسيف" قوله إن "من الاتجاهات المثيرة للقلق الشديد تزايد تجنيد الأطفال".

وأوضحت المنظمة أن "أطراف الصراع يشجّعون الأطفال على الانضمام للحرب ويعرضون عليهم هدايا ورواتب تصل إلى 400 دولار شهرياً".

وتابعت أن الأطراف المتحاربة منذ عام 2014 جنّدت أطفالاً صغاراً لا تزيد أعمار بعضهم على سبعة أعوام، وأن أكثر من نصف الأطفال الذين جُنّدوا، في الحالات التي تحققت منها "يونيسيف" في عام 2015، تقلّ أعمارهم عن 15 عاماً.

وتم تصوير أطفال يعدمون سجناء في مقاطع فيديو دعائية لتنظيم داعش.

بصيص أمل

واليوم، قال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن سورية تواجه لحظة الحقيقة، وذلك خلال افتتاحه المحادثات التي تهدف إلى التفاوض على الانتقال السياسي والتوصل إلى "خارطة طريق واضحة" لمستقبل سورية.

وأضاف أنه لا توجد "خطة بديلة" سوى العودة إلى الحرب. وقال "إذا لم نرَ في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أيّة بادرة على الاستعداد للتفاوض، فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى مَن لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي".

وهذه هي المحادثات الأولى منذ أكثر من عامين وتجري في ظل هدنة هي الأولى منذ بداية الحرب السورية، وتم التوصّل إليها برعاية واشنطن وموسكو.

الصورة: أطفال سوريون من مدينة كوباني (عين العرب) يلهون في مدينتهم التي دمرها داعش/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: