بقلم حسن عبّاس:
ثار غضب المصريين والعرب على وسائل التواصل الاجتماعي وأصدر الأزهر بياناً عبّر فيه عن انزعاجه، بعد قول وزير العدل المصري أحمد الزند في مقابلة تلفزيونية إنه يمكن أن يحبس النبي محمد إذا خالف القانون.
وأثار تعبير الوزير موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أنه أضاف مستدركاً "أستغفر الله العظيم"، فور خروج التعبير من فمه. وطالب ناشطون على تويتر باستقالة الوزير ومحاكمته، وكتبوا تحت هاشتاغ #حاكموا_الزند الذي تفاعل معه عدد كبير من المصريين والعرب.
إدانات للوزير
وأصدر الأزهر بياناً أهاب فيه "بكل مَن يتصدى للحديث العام في وسائل الإعلام أن يحذر مِن التعريض بمقام النبوة الكريم صوناً (له) من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة".
وأضاف أن "المسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحب النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وباحترامه وإجلاله. وهذا الحب يعصمه من الزلل في جنابه الكريم".
وتابع أن "على هذه الأمة أن تقف دون مقام (النبي) الكريم بكل أدب وخشوع".
وعبر حسابه على تويتر، طالب المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية الإسلامي التوجه عبد المنعم أبو الفتوح بعزل الزند ومحاكمته.
ماذا قال الوزير بالضبط؟
وكان الزند يتحدث في برنامج "نظرة" الحواري على قناة صدى البلد الفضائية المصرية الخاصة مساء يوم الجمعة. ورداً على سؤال عن استعداده لحبس صحافيين خالفوا القانون بنشرهم أخباراً كاذبة عنه أجاب "حتى ولو كان النبي عليه الصلاة والسلام. استغفر الله العظيم يا رب". وأضاف "المخطئ أياً كانت صفته يحبسه القضاة".
واعتذر الزند بعد موجة الغضب ضده. وقال في تصريحات تلفزيونية إن "لا أحد معصوم من أن يطبّق عليه القانون. استخدمت تعبيراً افتراضياً فقلت لو نبي أخطأ يطبق عليه القانون. واستغفرت فوراً".
وأضاف "استغفرت أمس. واليوم أختم هذه المداخلة بأني أستغفر الله العظيم مرات ومرات ومرات. ويا سيدي يا رسول الله جئتك معتذراً"، متابعاً "أعرف أن اعتذاري مقبول لأنك قد قبلت اعتذار الكفار، وأنا لست منهم".
كما لم يستبعد الزند أن يكون صحافيون مناوئون له وراء الضجة التي خلقتها "زلّة لسان عادية"، بحسب تعبيره. واتهم "الإخوان المسلمين" باستغلال هفوته ضده.
سجالات سابقة
وكان الزند قد عُيّن وزيراً للعدل ضمن تعديل وزاري في أيار/مايو الماضي، بعدما أثار سلفه محفوظ صابر موجة غضب شديدة لقوله في مقابلة تلفزيونية إن ابن جامع القمامة لا يصلح أن يكون قاضياً.
والزند نفسه سبق أن أثارت تصريحات له موجة انتقادات. وفي أحدثها، قال إنه يريد سنّ قانون يعاقب والدي الإرهابي على أنهما لم يحسنا تربيته فصار إرهابياً.
وفي 28 كانون الثاني/يناير الماضي، قال الزند في مقابلة مع قناة صدى البلد الفضائية أنه لن تنطفئ نار قلبه إلا إذا قتل "عشرة آلاف من الإخوان" مقابل "كل شهيد" يسقط من الجيش أو الشرطة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان أصدرته آنذاك أنها أرسلت رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكدت فيها أنه "يتعين عليه إدانة تصريحات وزير العدل في حكومته التي بدا أنها تدافع عن القتل الجماعي لأنصار الإخوان المسلمين".
الصورة: وزير العدل المصري أحمد الزند/عن شبكة الشرق الأوسط للإرسال
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659