بقلم علي قيس:
توالت ردود الأفعال الدولية بعد بدء الجانب الروسي بسحب جزء من قواته في سورية، والذي شمل عدداً من الطائرات المقاتلة ومهندسين وفنيين إضافة إلى بعض شحنات الأعتدة.
وأعرب الوسيط الدولي في محادثات السلام السورية ستافان دي ميستورا الثلاثاء، عن أمله في أن يساعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انسحاب القوات الروسية في عملية السلام.
وقال دي ميستورا في بيان له إن "إعلان الرئيس بوتين هذا في نفس يوم بدء هذه الجولة من المحادثات السورية في جنيف تطور مهم. ونأمل أن يكون له تأثير إيجابي على تقدم المفاوضات، بهدف التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري وانتقال سياسي سلمي في البلاد".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الثلاثاء أن أول مجموعة من الطائرات الحربية الروسية قد غادرت قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية، وبدأت رحلة العودة إلى روسيا. وشملت المجموعة قاذفات مقاتلة من طراز سوخوي-34.
وقالت الوزارة إن "كل مجموعة طائرات ستقودها إلى الديار إما طائرة ركاب طراز توبوليف-154 أو طائرة نقل اليوشن-76، تحمل مهندسين وفنيين وشحنات".
وفي سياق ذي صلة، أكدت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في قضايا حقوق الإنسان بسورية الثلاثاء أيضاً، أن إعداد الدعاوى ضد مجرمي الحرب يجب ألا ينتظر انتهاء الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سورية لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية "يجب ألا ينتظر اتخاذ الإجراءات التي تمهد الطريق للمحاسبة، حتى التوصل إلى اتفاقية سلام نهائية ولا يحتاج إلى ذلك".
ودعا بينيرو الأطراف السورية المشاركة في محادثات السلام بجنيف إلى الاتفاق على إجراءات بناء ثقة، تشمل الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء الذين اعتقلوا بشكل تعسفي ووضع آلية لاقتفاء أثر المفقودين.
الحل السياسي يجب أن يشمل جميع الأطراف
بالمقابل أنتقد عضو مجلس الشعب السوري فواز نصور، دعوة لجنة التحقيق الأممية، كونها لم تتناول موضوع المحتجزين من قبل المجموعات المسلحة. وقال في حديث لموقع (إرفع صوتك) "عندما تطالب هذه اللجنة بإخلاء سبيل السجناء، من يضمن أن يترك الطرف الآخر المخطوفين لديه، خلال خمس سنوات حرب هناك الآلاف من المخطوفين لدى الجماعات المسلحة، لماذا لا يكون هناك طرف آخر مطالب بإخلاء سبيل المخطوفين كجزء من الحل السياسي".
وحول تأثير إنسحاب القوات الروسية على الأوضاع في سورية، أكد نصور أن الجانبين الروسي والسوري إتفقا على هذا الموضوع، كون الطرفين يريدان حلاً سياسياً. وتابع بقوله "نحن نعتبر أن الحكومة الروسية هي من يعلم على الأرض أكثر من غيرها. وأعتقد أن الجيش السوري أصبح الآن متمكناً أكثر من قبل، والحليف الروسي لن يتخلى عن سورية بأي شكل من الأشكال".
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري أن القوات الروسية ستبقى متأهبة لتقديم الدعم لبلاده، في حال حدوث أي مستجدات، موضحاً "الروس موجودون على الأرض، ورغم إجلاء بعض قياداتهم إلا أنهم سيبقون قريبين من سورية".
وكان قيادي ميداني في جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، قد أفاد في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن الجبهة ستشن هجوما خلال الساعات الـ48 المقبلة، من دون أن يحدد هدف الهجوم أو مكانه.
المعارضة ترحب
من جانب آخر، رحبت المعارضة السورية بإعلان روسيا بدء سحب قواتها من سورية، قائلة إن "الانسحاب الجاد سيضغط على السلطات السورية ويعطي محادثات السلام قوة دفع إيجابية".
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إنه إذا كانت هناك "جدية" في تنفيذ الانسحاب "فستشكل عنصرا أساسيا للضغط على النظام وستتغير الأمور كثيرا نتيجة لذلك".
وأضاف أن المعارضة تريد التحقق من تنفيذ القرار الروسي "على الأرض".
وتابع: "لا بد من أن نتحقق من طبيعة هذا القرار وما المقصود به"، قائلا: "إذا كان هناك قرار بسحب القوات (الروسية) فهذا قرار إيجابي، ولا بد من أن نرى ذلك على الأرض".
*الصورة: أسلحة روسية على بارجة قرب السواحل السورية/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659