بقلم حسن عبّاس:
أظهر تحليل لوكالة "رويترز" استند إلى لقطات محطات تلفزيونية رسمية أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية من القاذفات والمقاتلات في سورية غادرت البلاد خلال اليومين الماضيين.
ماذا سحبت روسيا؟
فقد عرضت قناة روسيا-24 التلفزيونية لقطات حيّة لعدد من المقاتلات (طراز سوخوي-24) تقلع من قاعدة حميميم الجوية في سورية الأربعاء 16 آذار/مارس وقال مذيع الأخبار إن الطائرات عائدة إلى قواعدها في روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته الأربعاء، 16 آذار/مارس، إن مجموعة أخرى من الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سورية في طريق العودة إلى قواعدها الدائمة. وأضافت الوزارة أن المجموعة تضم طائرة نقل إليوشن-76 ومقاتلات من نوع سوخوي-25.
وبحسب صور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق، قُدّر أن روسيا كانت تستخدم نحو 36 مقاتلة في قاعدة حميميم الجوية التابعة لها في محافظة اللاذقية السورية.
وأظهر تحليل لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات من طراز سوخوي-24 وسوخوي-25 وسوخوي-30 وسوخوي-34 أقلعت متجهة إلى روسيا في اليومين الماضيين.
ومنذ الثلاثاء 15 آذار/مارس، وصلت طائرات عسكرية روسية إلى روسيا عائدة من سورية بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب القسم الأكبر من قواته من البلاد.
ولقي طيارو قاذفات سوخوي-34 وطائرات النقل تو-154 العائدون استقبالاً حاشداً في قاعدة عسكرية قرب فورونيج، جنوب غرب روسيا، حيث استقبلهم المئات بباقات الورد والأعلام بحضور قائد سلاح الجو فيكتور بونداريف وعدد من كبار الضباط.
ماذا يتبقّى حالياً؟
وإضافة إلى المقاتلات الحربية، كانت موسكو تنشر في سورية نحو أربعة آلاف جندي فضلاً عن بطاريات مدافع، وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع الأميركية. كما كانت تنشر ثلاثين مروحية عسكرية ودبابات من طراز تي-90، إضافة إلى طائرات استطلاع بدون طيار.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الروسي إن أكثر من 800 عسكري سيبقون في سورية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي.
وكانت موسكو قد أعلنت أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها بعدما "أنجزت" مهمتها في سورية على أثر تدخل جوي بدأ في 30 أيلول/سبتمبر الماضي دعماً للنظام السوري وساهم في إحراز الأخير تقدماً على جبهات عدّة.
تقييم الانسحاب
واعتبرت الصحف الروسية أن إعلان الانسحاب يتيح لموسكو القول إنها انتصرت سياسياً، كونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سورية لن يضعف الرئيس بشار الأسد.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك "في الوقت الراهن، نحن ننتظر مثل أي شخص آخر معرفة ما سوف تفعله روسيا. وسنحكم عليها من خلال أفعالها".
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا عن أمله في أن يكون للانسحاب الجزئي للقوات الروسية "تأثير إيجابي" على مفاوضات السلام في جنيف.
أما من الجانب السوري، فقد قال رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام بشار الجعفري إن الانسحاب الروسي الجزئي من سورية كان قراراً مشتركاً اتخذه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد ولم يشكل مفاجأة لدمشق.
وقالت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان "إذا سحب الأصدقاء الروس جزءاً من قواتهم، فهذا لا يعني أنها لا يمكن أن تعود"، مطالبةً الولايات المتحدة بالضغط على تركيا والسعودية لوقف الإمدادات إلى مسلحي المعارضة.
التنسيق مستمرّ
وبرغم القرار الروسي، قصفت مروحيات روسية ومقاتلات يُعتقد أنها روسية، الثلاثاء، مواقع لتنظيم داعش في محيط مدينة تدمر وسط سورية، لإسناد القوات السورية التي باتت على بعد أربعة كيلومترات من المدينة.
وبدأت معركة استعادة تدمر الأسبوع الماضي، في محاولة من قوات النظام لاستعادة المدينة التي سيطر عليها داعش في أيار/مايو 2015.
وكان مساعد وزير الدفاع الروسي الجنرال نيكولاي بانكوف قد أعلن أن الطيران الروسي "سيواصل الغارات ضد أهداف إرهابية"، منطلقاً من قاعدة حميميم.
الصورة: طائرات روسية في قاعدة حميميم الجوية/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659