صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:

أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومنظمة أطباء بلا حدود، الغارات الجوية الدامية للتحالف العربي بقيادة السعودية التي استهدفت سوقاً شعبياً في قرية خميس بمديرية مستباء وسط محافظة حجة، شمالي غرب اليمن.

ووصف بان كي مون تلك الهجمات بـ "أكثر الحوادث دموية... منذ اندلاع الصراع" في اليمن.

وأشار في بيان صدر مساء الأربعاء، 16 آذار/مارس 2016، إلى أنّ أي اعتداء يستهدف المدنيين عمداً يشكّل اختراقاً للقانون الإنساني الدولي، لافتاً إلى ضرورة إجراء تحقيق فوري ومحايد حول مزاعم الانتهاكات الخطيرة.

وأسفر الهجوم الذي وقع ظهر الثلاثاء، 15 آذار/مارس 2016، عن مقتل 119 أشخاص، بينهم 22 طفل، وإصابة 47 آخرين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وهي الحادثة الأولى من نوعها، من حيث عدد الضحايا الذين سقطوا بقصف جوي واحد، منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف نهاية آذار/مارس 2015.

وكان التحالف بقيادة السعودية قد تعهد في وقت سابق بتشكيل لجنة للتحقيق بهذه المزاعم ونشر النتائج للرأي العام، وفقاً لتصريحات صحافية أدلى بها المتحدث باسمه أحمد العسيري. وبين العسيري حرص التحالف وجديته في التعامل مع مثل هذه المواضيع.

وكان المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ميكجولدرك، قد قال لموقع (إرفع صوتك) "مثل هذه الحوادث تزيد الوضع المتردي في اليمن سوءاً".

وتابع ميكجولدرك "العمليات العسكرية لا يمكن أن توجد حل للمشكلة اليمنية، على كل الأطراف الجلوس إلى طاولة حوار. والأمم المتحدة تبذل جهوداً كبيرة لقيادة العملية السياسية في البلد”.

من جهتها، أدانت منظمة (أطباء بلا حدود) الغارات الجوية في حجة، وقالت إنّ الهجوم "آخر الأمثلة على الطريقة التي تُدار بها الحرب في اليمن دون أي اعتبار لحياة المدنيين"، داعية الأطراف المتحاربة لتوفير الحماية للمدنيين.

وقالت المنظمة الدولية في بيان صدر الأربعاء أيضاً، إن الفرق الطبية التابعة لها في مستشفى عبس (شمالي غرب محافظة حجة) قدمت العلاج لأكثر من 40 شخصاً أصيبوا جراء ضربتين جويتين مميتتين على سوقٍ شعبي في قرية الخميس التابعة لمديرية مستباء.

وأضافت أن شخصين فارقا الحياة خلال نقلهما إلى المستشفى، في حين وصل أربعة جرحى في حالة حرجة بينهم طفل في الثامنة من العمر.

ولم تشر المنظمة إلى عدد القتلى، لكنّها ذكرت أن الهجوم وقع أثناء ازدحام المتسوقين الذين تجمعوا في السوق، وبينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ما أدى إلى مقتل وجرح العديدين.

وقال المنسق الميداني التابع للمنظمة في عبس ألبيرت ستيرن "يعيش سكان هذه المنطقة في حالة من غياب الأمن منذ أشهر، ونزح الكثير منهم جراء القتال. لقد عانوا كثيراً ومثل هذا العنف يفاقم من معاناتهم".

وأشار البيان إلى أن 90,000 شخص من سكان شمال حجة نزحوا إلى مديرية عبس على وقع الهجمات المستمرة منذ حوالي عام، مبيناً أن المركز الصحي في قرية الخميس "بالكاد يعمل وتعيش الطواقم الطبية المحلية في خوف دائم من التعرض لضربات".

قصص مؤلمة في تعز

في سياق آخر، قالت منظمة (أطباء بلا حدود) إن القتال المكثّف في مدينة تعز أوقع أكثر من 400 جريح بينهم مدنيون وصلوا غرف الطوارئ في المستشفيات المدعومة من قبلها خلال الأسبوع الماضي.

ونقل البيان عن رئيس البعثة في اليمن ويل تورنير أن "المرضى الذين يأتون إلى غرف الطوارئ يعانون بشكل أساسي من إصابات ناجمة عن الغارات الجوية والانفجارات والعيارات النارية والقنّاصة ومؤخراً عن الألغام الأرضية".

ولفت تورنير إلى أن المدنيين في تعز يعانون بشدة منذ بدء القتال قبل عام، "لكن الخطر أصبح كبيراً مع ازدياد حدّة القتال خلال الأيام والأسابيع القليلة الأخيرة".

وتابع تورنير "نسمع قصصاً مؤلمة من مرضانا وزملائنا. أخبرنا رجل مسنّ كان يعيش حياة بسيطة هو وأولاده حين دُمِّر منزله جرّاء قصف مدفعي وجُرح ثلاثة من أولاده وشُلَّ رابعهم للأبد. وقُتلت عائلة مؤلفة من ستة أشخاص جراء غارة جوية تسبّبت بتدمير منزلهم وهم نائمون. وما هذه الحوادث سوى جزء صغير من واقع مؤلم يعيشه الناس بصورة يومية في تعز".

وجدد بيان المنظمة مناشدة الأطراف المتنازعة لحماية المدنيين وتسهيل وصول المرضى والجرحى إلى المرافق الطبية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى جميع المناطق وحماية الطواقم والمرافق الطبية.

*الصورة: المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ميكجولدرك، خلال لقائه بصنعاء عدد من الصحافيين/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: