متابعة حسن عبّاس:

مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إلى تونس الخميس 17 آذار/مارس، تطرح مجدداً القضية الأبرز في تونس وهي كيفية مساعدة البلد على التصدّي للإرهاب.

قلق على أمن تونس

وقال دبلوماسي فرنسي بارز لوكالة رويترز إن "الهجمات في بن قردان تُظهر أكثر من أيّ وقت مضى لماذا يجب علينا أن ندعم التونسيين".

ففي السابع من آذار/مارس الماضي، اقتحم قرابة 50 متشدداً بلدة بن قردان على الحدود مع ليبيا وهاجموا مواقع للجيش والشرطة، قبل أن تتمكّن القوات الأمنية من القضاء عليهم. وعزز ذلك الهجوم المخاوف من أن ينتقل إلى تونس العنف المنتشر في ليبيا حيث يسيطر تنظيم داعش على بعض المناطق وينقسم الليبيون سياسياً بين حكومتين تتنافسان على السيطرة على البلاد.

وقال مسؤول فرنسي آخر لوكالة رويترز "يوجد قلق عام بشأن تأثير الأزمة في ليبيا على تونس... ونرى تونسيين في ليبيا يتحوّلون إلى مهاجمة تونس. الوصول سهل جداً".

ولمساعدة تونس على التصدي للمخاطر الأمنية والتهديدات الإرهابية، تقدّم فرنسا معلومات استخبارية للقوات الخاصة المكلفة بمكافحة الإرهاب في تونس، إضافة إلى تعهّدها بتقديم حزمة بقيمة 20 مليون يورو (22 مليون دولار) تهدف إلى تجهيز تلك القوات.

كما أرسلت فرنسا مجموعة من المستشارين العسكريين لتدريب القوات الأمنية التونسية داخل بلدهم. ويتكامل عملها مع عمل بريطانيا التي أرسلت مستشارين لمساعدة التونسيين على وقف عمليات التسلل عبر الحدود.

التنمية عدوّ الإرهاب

لكنّ المكوّن الرئيسي في الدعم الفرنسي لتونس هو حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار) ستقدّمها إليها على مدى خمس سنوات لمساعدتها على تنمية المناطق الفقيرة وخلق الوظائف للمقيمين هنالك، خصوصاً للشباب، وتطوير مؤسسات الإدارة التونسية.

وقال الدبلوماسي الفرنسي "توجد تربة اجتماعية واقتصادية خصبة تغذّي التشدد". ولفت إلى أنه "توجد صلة مباشرة بين انتشار البطالة في أوساط الشباب في المناطق المهملة وبين حقيقة أن تونس تقدم واحداً من أكبر مصادر تجنيد الجهاديين للمقاتلين الأجانب".

عين فرنسية على تونس

وبعد الثورة التونسية عام 2011، انتقدت بعض الأوساط التونسية فرنسا بسبب ما اعتبرته عدم اكتراث فرنسي بعملية الانتقال التونسي إلى الديموقراطية.

وقال الدبلوماسي الفرنسي لوكالة رويترز، عشية زيارة إيرولت التي تستمر يومين، إن "تونس رمز مهم لأنه توجد دول قليلة في المنطقة يمكن للمرء أن يشعر حيالها بقدر معقول من التفاؤل".

وبعد الثورة، تعرّضت تونس لهجمات من متشددين يسعون إلى زعزعة الديموقراطية الوليدة.

فقبل هجوم بن قردان، وقعت ثلاث هجمات كبيرة شنها متشددون عام 2015 ومن بينها الهجوم على متحف باردو بالعاصمة التونسية والذي يقول مسؤولون إنه من تنفيذ متشددين تدرّبوا في ليبيا.

كما غادر بضعة آلاف من التونسيين بلدهم للقتال في صفوف داعش وجماعات متطرّفة أخرى في سورية والعراق. ويقول مسؤولون تونسيون إن التونسيين يشغلون المزيد من المواقع القيادية في فرع داعش في ليبيا، ويخشون من نقل الفوضى إلى بلدهم.

الصورة: وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: