متابعة إلسي مِلكونيان:

قال مساعد الرئيس السوداني ابراهيم محمود إنّ السودان ينوي إعادة إغلاق الحدود مع نظيره الجنوبي إن استمر الأخير في دعم الجماعات المسلحة. وكانت الحدود قد فتحت سابقاً في كانون الثاني/يناير 2016 بأمر من الرئيس عمر البشير بهدف تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وأتى هذا التهديد قبل استئناف المحادثات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الجمعة، 18 آذار/مارس، بين السودان والفصائل المسلحة من أجل التوصل إلى اتفاق سلمي.

خلفية النزاع

تتهم الخرطوم جوبا بدعم الفصائل المسلحة في كل من دارفور وجنوب كردوفان والنيل الأزرق. وقد تدهورت العلاقات بين البلدين بعد انفصال الجنوب عام 2011. ويستحوذ جنوب السودان على خزين للنفط يعادل ثلاثة أرباع الخزين الكلي للبلاد قبل الانفصال، والذي يقدر بحوالي خمسة مليار برميل من احتياطي البلاد حسب وكالة رويترز، نقلاً عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وأغلقت الحدود من بعدها بين البلدين حتى بداية عام 2016، حين قرر السودان إعادة فتحها.

ويرد جنوب السودان بنفي الاتهامات الموجهة ضده، بل إنه يعتبر الرئيس السوداني عمر البشير هو الداعم للفصائل الإرهابية وأبرز قيادييها رياك ماشار، لكي يعتلي الأخير مقاليد الحكم في البلاد.

وعبّر بنجامين برنابا، وزير خارجية جنوب السودان في مقابلة سابقة مع إذاعة (صوت أميركا) عن قلقه من دعم الخرطوم للمسلحين في بلاده بقوله "أن تدعم القيادة السودانية المتمردين حتى يتمكنوا من إجراء تغيير الحكم في الجنوب تطور مؤسف للغاية. هذا ليس من روح التعاون بين البلدين، كما أنه لا يشير إلى حسن الجوار، لأن الدولتين بحاجة إلى علاقات جيدة ضمن اتفاقية التعاون بين البلدين".

الغرق في المشاكل الاقتصادية والمعيشية

تقرير التوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2016 الصادر عن البنك الدولي بأن جنوب السودان يعاني من ضعف في نمو الناتج المحلي خلال السنوات الأخيرة. ويتوقع التقرير أن تتراجع نسبة النمو في جنوب السودان من 13 في المئة عام 2013 إلى 3.5 في المئة عام 2016.

بينما تتراوح نسبة النمو خلال الفترة عينها بـ 3.4 في المئة في السودان، دون تقدم ملحوظ.

أما من الناحية المعيشية، يعاني سكان الجنوب من أوضاع صعبة. فقد أدت الحرب الأهلية الدائرة في الجنوب إلى هرب نسبة كبيرة من السكان إلى الشمال للبحث عن حياة أفضل. لكنهم يتعرضون حالياً إلى معاملة خاصة، إذ أمر مجلس الوزراء السوداني من التحقق من هوية القادمين إلى السودان واتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من لا يحمل أوراقاً ثبوتية، حسب ما نقلته سكاي نيوز.

وقد حاولت جهات عدة تقديم المعونة الإنسانية لسكان الجنوب، لكن تبقى المساعدات غير كافية بالنظر إلى عدد المحتاجين إليها. إذ يعاني حوالي 41 في المئة من الناس من الجوع الشديد، كما تساهم زيادة الصراع الدائر في فرض الصعوبات على المنظمات والجهات في إيصال المساعدات، بحيث يضطر الناس للاختباء لحماية أنفسهم، وفقاً لما رصدته منظمة الغوث الدولية.

*الصورة: شارع في جوبا، السودان/shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: