متابعة علي عبد الأمير:

التقى أفضل صناع الإعلان مع المسؤولين في الحكومة الأميركية عدة مرات في الأشهر الأخيرة لمناقشة كيفية مواجهة التطرف عبر الإنترنت، بحسب تقرير موسع نشرته مجلة "ذي أتلانتك".

اجتمع الرئيس التنفيذي لشركة "سوني للترفيه" مايكل لينتون مع المدعي العام الأميركي المساعد لشؤون الأمن القومي، جون كارلن، وبوب جيفري، رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي في وكالة إعلانات مقرها نيويورك وتحمل اسم "جي والتر تومبسون"، لإجراء اتصالات جديدة بشأن استثمار صناعة الإعلان في محاربة تطرف الشباب والإرهاب، لا سيما أن "الإعلان استخدم تاريخياً لصالح الولايات المتحدة"، وتحديداً جهود الحكومة لمواجهة الفكر المتطرف، وهو ما فعله السيناتور جون مكارثي ضد الفكر الشيوعي داخل أميركا، مع الإقرار باختلاف الوضع الآن. فالمصدر الرئيسي للتطرف هو تنظيم داعش الذي "حقق نجاحاً باستخدام أدوات الإنترنت لتجنيد الشباب".

وفي اجتماعات عمل عدة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ناقش المشاركون أشكال التطرف عند الشباب وما يمكن القيام به لمحاربته. واقترب الجميع من فكرة أن من المناسب أخذ مسألة كيفية مواجهة التطرف العنيف عبر الإعلان بنفس الطريقة التي يعالج فيها مشروع عميل رفيع المستوى، مع بحوث واسعة النطاق لتحديد الجمهور المستهدف، دوافعهم وكيفية الوصول إليهم وأفضل السبل لتغيير آرائهم.

وكان العنصر الأكثر وضوحاً لدى الحكومة الحكومة الأميركية كنهج في مكافحة التطرف عبر الإنترنت تركز على شركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك"، لا سيما أنّهما كانا الوسيلتين المفضلتين لدعاية داعش.

وهو ما جعل سياسيين أميركيين يقولون إن السماح لأنصار داعش بالنشر في وسائل الإعلام الاجتماعي هو أقرب إلى "السماح لأعدائنا بأن ينشروا إعلانا في صحيفة "نيويورك تايمز" خلال الحرب العالمية الثانية". وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت إدارة "تويتر" أنّها أوقفت مئات الآلاف من حسابات داعش منذ منتصف 2015 .

أعضاء الفريق الحكومي الأميركي ومسؤولو شركات التكنولوجيا ناقشوا كيف وأين ينتقي داعش أشخاصاً جدداً، والحقائق التي دفعت المجندين للالتحاق بمجموعة إرهابية، من نوع خيبة الأمل مع الفظائع وقتل الأبرياء في مناطقهم والفساد وسوء الأحوال المعيشية.

وفي الثامن من كانون الثاني/يناير الماضي، سافر كبار الموظفين الأميركيين بينهم رئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو، إلى سان خوسيه، بولاية كاليفورنيا، والتقوا المديرين التنفيذيين لكبار شركات التكنولوجيا، للحصول على المشورة عن كيفية إطلاق حملات مكافحة رسائل الإرهابيين على وسائل الاعلام الاجتماعي.

وبعد بضعة أسابيع، التقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري عشرات المديرين التنفيذيين لاستوديوهات السينما في هوليوود لمناقشة الكيفية التي يمكن أن تستخدم فيها لإنتاج افلام لمواجهة الطروحات المتطرفة.

التفكير السائد اليوم يتجه إلى إقامة مؤسسة غير ربحية، وهو ما من شأنه أن يسمح للشركات الأميركية بالتبرع لصالح القضية التي تتولاها المؤسسة المقترحة كي "لا تبدو مثل أي شيء سياسي أو جزءاً من حكومة الولايات المتحدة"، وأحد الأسباب وراء تفضيل بقائها خارج الحكومة "هو الحفاظ على مصداقية كل ما ينتجه المشاركون".

وسيشمل المحتوى خطاباً مصمماً للشباب، ويقدم بشكل أساسي على وسائل الإعلام الاجتماعية ومواقع مثل "DoSomething.org"، حيث يمكن للشباب التوقيع على الالتزام بحملات اجتماعية جيدة.

ويرسم مختصون خطوط اللقاء بين هذا المشروع وعمل سابق لسلاح مشاة البحرية الأميركية ساعد في تجنيد الشبان والنساء في مكافحة تجنيد المتطرفين، مع أن المسؤولين عن المشروع الجديد لا يعرفون حتى الآن المعلومات التي يحتاجونها لتنفيذ هذا المشروع، فليس هناك هيكل تشغيلي، وليس هناك أي تمويل. لكن هذا لا يمنع اتخاذ خطوة أولى حيوية في مواجهة الدعاية التي تطفو بالفعل على شبكة الإنترنت، يتولاها فريق من كبار المسؤولين التنفيذيين المبدعين في أميركا لمحاربة الدعاية الإرهابية.

الصورة: نحو مواجهة الإرهاب الإلكتروني/shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: