متابعة خالد الغالي:
يخيّم شبح كارثة إنسانية مخيفة على مدينة الفلوجة، بعدما باتت تعيش مجاعة حادة نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات العراقية على المدينة منذ أشهر في سعيها لاستعادتها من أيدي تنظيم داعش.
ويتخذ تنظيم داعش من المدنيين درعاً بشرياً، حيث منع الأهالي من مغادرة المدينة المحاصرة.
وتفرض القوات العراقية طوقاً أمنياً على كافة منافذ المدينة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015، لمنع دخول السلاح والمقاتلين لتنظيم داعش.
انتحار بسبب الجوع
لكن الحصار تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية والطبية إلى درجة حدوث وفيات وحالات انتحار نتيجة الجوع في المدينة التابعة لمحافظة الأنبار.
يقول عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبد الغني، في تصريح لموقع (إرفع صوتك) "المدينة محاصرة من جميع الجهات. نفذ كل ما عند الناس من طعام ومؤن منذ ثلاثة أشهر".
وتابع "الناس تقتات على الحشائش. لم يبقَ هناك حليب للأطفال. في كل يوم هناك وفيات، وفي كل أسبوع تقع حالات انتحار لعائلات بسبب الجوع".
دعوات إغاثة
وارتفعت الأصوات الداعية إلى إغاثة المدينة خوفا من تكرار تجربة مدينة مضايا السورية قبل أشهر. وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة في تغريدة على موقع تويتر:
https://twitter.com/YZaatreh/status/712726193246744576وتمثل الفلوجة أولى المدن العراقية التي سقطت في يد داعش منذ مطلع سنة 2014. وأطلق ناشطون عراقيون حملة لإغاثة المدينة.
وانتشر وسوم مختلفة منها #الفلوجة_تقتل_جوعا و #الفلوجة_مضايا_العراق و #انقذوا_الفلوجة على مواقع التواصل الاجتماعي للفت الانتباه الى الوضعية الصعبة التي تعيشها المدينة.
وقال طه عبد الغني لـ(إرفع صوتك) "بالأمس فقط، انتحرت إحدى العائلات نتيجة الجوع. وأعدم داعش أناساً، بعدما احتجوا على الوضع وهددوا بحمل السلاح".
وأضاف "نحاول أن نفتح ممرات آمنة لإخراج العائلات، لكن داعش يغلقها".
عملية عسكرية .. الحل الأخير؟
من جهته، دعا مجلس محافظة الأنبار، في بيان له، الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، "للإسراع بتحرير مدينة الفلوجة" أو "فتح ممرات لإدخال مساعدات إنسانية".
وقال عبد الغني "طلبنا كحكومة محلية (مجلس المحافظة) من الحكومة المركزية أن يكون إلقاء المساعدات الغذائية إلى الفلوجة جوا".
وكشف قائلاً "لم نتلقَ أي رد رسمي. لكن أخبرنا أن الموضوع صعب للغاية من الناحية العملية. فالحكومة لا تعرف أين ستلقى المواد الغذائية، ومن يسيطر على تلك المناطق، كما أن داعش يمتلك صواريخاً، وبالتالي لديه القدرة على إسقاط الطائرات الحاملة للمساعدات".
اتصلنا في (إرفع صوتك) بالمتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي لأخذ رأيه في الموضوع، فطلب الاتصال به لاحقاً دون أن يرد على اتصالاتنا فيما بعد.
في المقابل، يرى طه عبد الغني عضو مجلس محافظة الأنبار أنه "لن يكون حل إلا بعملية عسكرية لاستعادة الفلوجة. الأسهل أن يقوم التحالف الدولي بدعم القوات العراقية للقيام بعملية عسكرية حاسمة لتحرير المدينة".
* الصورة: تحاصر القوات العسكرية مدينة الفلوجة منذ 6 أشهر بهدف استعادتها من تنظيم داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659