الجزائر – بقلم أميل عمراوي:

يرافق كل عملٍ إرهابي يستهدف الأبرياء من المدنيين، جهد فكري تنظيري من الدول والحكومات والجمعيات المنتمية للبيئة الإسلامية، لتوضيح الفرق بين الإسلام والإرهاب.

وتلت الأحداث الدامية في بروكسل تنظيم فعاليات بدول المغرب العربي على وجه الخصوص، وهي البلدان ذات الأغلبية المسلمة السنية من جهة، ومنها نسبة كبيرة من المنضمين للجماعات الجهادية.

ويعكف مؤتمر دولي انعقد على مدى يومين، الأربعاء والخميس 23 و24 آذار/مارس، في موريتانيا حول "دور علماء السنة في مكافحة الإرهاب والتطرف" على تشخيص ظاهرة الإرهاب وسبل تطويق فكر الاعتداء باسم الإسلام، بمشاركة عدد من رجال الفكر والباحثين ورؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية وأساتذة الجامعات بالقارة الأفريقية، بهدف تنسيق الجهود والمواقف وتبادل الأفكار والتجارب لمكافحة العنف والإرهاب.

وفي هذا الصدد، اعتبر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عبد الله بن عبد المحسن التركي، أن "الإرهاب يشكل أكبر بلاء ابتليت به الأمة في هذا الزمن"، مبرزاً دور الأسرة ومؤسسات التعليم والمسجد في نشر الوسطية وتصحيح الأخطاء". وقال إن رسالة العلماء تتلخص في "نشر العلم والفتوى ومعالجة القضايا الشرعية ومواجهة المضللين والتصدي للتطرف الذي تنتجه بعض الجماعات التي تنشر الفهم الشاذ بخصوص الجهاد وغيرها، ومواجهة الفكر الطائفي".

تونس.. غدوة خير

وفي تونس، أطلقت وزارة الشؤون الدينية في 18 آذار/مارس 2016 حملة وطنية على مدى سنة كاملة تحت شعار "غدوة خير"، من أجل التصدي للإرهاب ودعاة الدمار وأعداء الحياة وترسيخ الفكر الزيتوني المستنير، كما جاء في بيان الوزارة.

وتتضمن الحملة إنتاج 4 أفلام و5 إعلانات إذاعية تتعلق بمكافحة الإرهاب، فضلاً عن تنظيم مسابقة لاختيار أفضل برنامج ديني متلفز وإذاعي يعكس الإسلام الوسطي ومسابقة لاختيار أفضل 10 أفلام قصيرة تهتم بقيم التسامح.

كما تشمل الحملة إحداث بوابة إلكترونية لنشر القيم الإسلامية الصحيحة، باعتماد الوسائط الإلكترونية المختلفة وفق المنهج الزيتوني المعتدل وبعث مركز نداء للإنصات وللإجابة عن تساؤلات الشباب حول قضايا الإسلام، إلى جانب تنظيم لقاءات مع الشباب في النوادي وسائر الفضاءات المتاحة للتوعية والتحسيس بخطورة الفكر التكفيري المتطرف وتداعياته على مدنية الدولة ومؤسساتها.

أئمة الجزائر مدعوون لتغليب لغة الحوار 

كما دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية أئمة المساجد إلى تخصيص فقرات من خطبة هذه الجمعة 25 آذار/مارس  لدعوة المواطنين "بدون تهويل" –على حد تعبير البيان- إلى إدراك "ما يحيط بالبلاد من مخاطر وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية".

وجاء في بيان الوزارة أنها تدعو أئمة المساجد إلى "تخصيص فقرات من يوم الجمعة لحث المصلين على الدفاع عن الوحدة الوطنية وتمكين حب الوطن من قلوب بناتهم وأبنائهم وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والطائفية الهدامة المفرقة للصفوف".

كما دعت الوزارة الأئمة أيضاً إلى "بث رسائل واضحة وقوية يرفعون من خلالها معنويات قوات الجيش المرابطة في الصحراء الجزائرية على الحدود الليبية".

الصورة: عناصر من الجيش الجزائري/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة: