متابعة علي عبد الأمير:
فيما تتبارى الحكومات الأوروبية لاحتواء التهديد الإرهابي الذي يشكله داعش، تتراجع قوة التنظيم في العراق وسورية، حيث دخلت القوات الحكومية السورية ضواحي المدينة التاريخية تدمر بعد هجوم بمساعدة الضربات الجوية الروسية. كما ساعدت الغارات الجوية الأميركية قوات عراقية اجتاحت سلسلة من القرى في الطريق إلى الموصل التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وتستهدف غارات أميركية قادة داعش، وتقتل بمعدل واحد كل ثلاثة أيام، مما يعوق قدرتهم على شن هجمات، وفقاً لمسؤولين عسكريين أميركيين.
وتنقل "واشنطن بوست" عن قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، قوله عن عناصر داعش "إنّهم لا يقاتلون، بل يرسلون سيارات مفخخة ثم يهربون. وحين نحاصرهم إما يستسلمون أو يضعون أنفسهم وسط المدنيين". ويضيف "معنوياتهم تهتز، فنحن نستمع لأجهزة الاتصال الخاصة بهم. وقادتهم يتوسلون لهم بمواصلة القتال، لكنهم يرفضون إطاعة الأوامر ويهربون".
ومع قول مسؤولين عسكريين أميريكيين إنّه "بعد أكثر من 18 شهراً من البدء بها، تبدو الحملة العسكرية على داعش قد وجدت خطواتها نحو النجاح"، إلا أنّ بعضهم يثير أسئلة حول ما إذا كانت الضربات الأخيرة لداعش في بلجيكا هي استجابة لنكساته في ساحة المعركة بالعراق وسورية، أو هي نتيجة حتمية لنظرية "الجهاد" العالمي في إشارة إلى التفجيرات الانتحارية وعمليات الكر والفر التي لا تحقق للتنظيم أي انتصار على الأرض، لكنها تكون قاتلة للعشرات في تفجيرات انتحارية تشهدها دمشق وبغداد.
ويلفت تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن "الجهد المدعوم من الولايات المتحدة ليس هو ما يكتسب زخماً فقط، فقد لعبت الضربات الجوية الروسية دوراً رئيسياً في تسهيل دخول الجيش السوري إلى مدينة تدمر التاريخية، التي احتلها داعش منذ ما يقرب من عام. كما حققت القوات السورية مدعومة بالضربات الروسية مكاسب حول معقل داعش بحلب، كما باتت تشق طريقها في ضواحي جنوب غرب محافظة الرقة. ويقول مسؤولون أميركيون إنّه من غير المرجح، وصول الجيش السوري إلى الرقة قبل وصول قوات تدعمها الولايات المتحدة تسعى إلى الأمر ذاته"، في إشارة إلى "قوات سورية الديمقراطية".
التقدم السياسي يعزز مثيله العسكري
ويرى مسؤولون أميركيون أن التقدم العسكري يتعزز بتقدم سياسي مثل تحقيق المصالحة في العراق والجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سورية، لكن المهمة الأخيرة لا تتماشى مع التقدم المتحقق في ساحة المعركة ضد داعش، بل إن عملية السيطرة على الرقة، العاصمة الفعلية لـ"الدولة الإسلامية" لا تزال معلقة بسبب التوتر بين الكرد والعرب، وحول من سيشارك وكيف سيحكم المدينة بعد انتزاعها من التنظيم، فقد أعلن الكرد إقليماً انفصالياً لا يتضمن الرقة، في حين تخطط الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز قوة عربية للقتال من أجل تحرير البلدة.
وبالمثل، فإن الاستعدادات لشن هجوم على الموصل، كبرى المدن الواقعة تحت سيطرة داعش، تشهد خلافات على من ينبغي أن يشارك وكيف سيحكم المدينة بعد تحريرها. وحول هذا يقول الباحث مايكل نايتس من "معهد واشنطن" لسياسة الشرق الأدنى "ربما يمكننا تحرير الموصل غداً، لكن سيكون لدينا فوضى حقيقية، فهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان انتقال منظم للسلطة في الموصل".
الصورة: عناصر جهاز مكافحة الإرهاب وسط مدينة الرمادي بعد تحريرها من داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659