متابعة إلسي مِلكونيان:

اتفق السودان مؤخراً مع الأمم المتحدة على وقف تجنيد الأطفال وزجّهم في النزاعات، في خطوة وصفها رئيس المرصد السوداني لحقوق الإنسان نبيل أديب بأنّها "إلى الأمام".

وكانت الحكومة السودانية قد وقّعت خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة في 27 آذار/مارس تحدّد سلسلة من التدابير لدعم وحماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح، بما يضمن وقف ومنع تجنيدهم وفك ارتباط المجندين منهم بقوات الأمن الوطنية. ولاقى هذا الاتفاق ترحيباً من الأمم المتحدة.

يقدّر عدد الأطفال الذين حاربوا في جنوب السودان بالآلاف ولا يزال آلاف آخرون معرضين لخطر تجنيدهم للمشاركة في الصراعات المسلحة، بحسب تقرير لمنظمة (هيومن رايتس واتش)، صدر في كانون الأول/ديسمبر 2015، وتضمّن مقابلات مع 101 طفل مرتبطين أو كانوا على ارتباط بالقوات أو الجماعات المسلحة من مختلف القبائل في السودان.

يشير أديب في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إلى أن "هذه المسألة موضع بحث منذ التسعينيات، وكان تجنيد الأطفال يوازي تجنيد الجيش".

ويوضح أن الحكومة السودانية لم تعترف يوماً أنها تجند الأطفال، "لكن هذا الكلام كان دائراً بين أطراف سودانية معارضة والجيش الشعبي لتحرير السودان والمتهم أيضاً بتجنيد الأطفال. قرار الحكومة بتوقيع خطة العمل يمثل اعترافاً ضمنياً ويمكن القول إنه إعلان. هذا التزام بالقانون الدولي وهي مسألة يجب أن تتم، وهذه خطوة إلى الأمام وفرصة أمام السودان لتطبيع علاقته مع المجتمع الدولي".

من جهتها، تلتزم الحكومة السودانية بتعيين منسقٍ رفيع المستوى ليتابع تنفيذ الخطة ويتعاون مع الأمم المتحدة في رصد التقدم الذي تحرزه.

وقالت ليلى زرقاوي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، في بيان صحافي "بعد مرور 20 عاماً على توكيلي، توافق الحكومات حول العالم على عدم ارتباط الأطفال بقوى الأمن الوطني في مناطق النزاعات".

وكانت المسؤولة الأممية قد طالبت، مطلع شهر آذار 2016، بإطلاق سراح مئات الأطفال المحتجزين من قبل الميليشيات والفصائل المتنازعة.

في المقابل، يقول ابراهيم آدم ابراهيم، وزير الدولة والضمان الاجتماعي "سنعمل على تعزيز وحماية حقوق الطفل في مناطق النزاع المسلح والنزوح. ونحن ملتزمون أيضاً بتعزيز التدابير الحالية الواردة في قانون الطفل في عام 2010 وقانون القوات المسلحة السودانية".

وعند استكمال التدابير المنصوص عليها في خطة العمل، سيتم إزالة موضوع القوات المسلحة السودانية من ملحق التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بالأطفال والصراع المسلح.

*الصورة: "هذه المسألة موضع بحث منذ التسعينيات، وكان تجنيد الأطفال يوازي تجنيد الجيش"/وكالة الصحافة الفرنسية

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

مواضيع ذات صلة: